عيد جميع القديسين todos los santos عيد مسيحي مخصص لتكريم جميع القديسين والشهداء.
كتالونيا24.
عيد جميع القديسين، الذي يُحتفل به في الأول من نوفمبر، هو عيد مسيحي مخصص لتكريم جميع القديسين والشهداء في تاريخ الكنيسة. يعود أصله إلى المسيحية الأولى، لكن تم إقراره رسمياً في القرن السابع على يد البابا بونيفاس الرابع، الذي خصص البانثيون في روما للعذراء مريم وجميع الشهداء. في وقت لاحق، في القرن الثامن، نقل البابا غريغوريوس الثالث الاحتفال إلى الأول من نوفمبر، وهو التاريخ المعتمد حتى اليوم.
يعد عيد جميع القديسين مناسبة مهمة في البلدان ذات التقاليد الكاثوليكية مثل إسبانيا، المكسيك، بيرو، ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية. تختلف التقاليد من مكان لآخر، لكنها غالباً ما تشمل زيارة المقابر لتزيين القبور بالزهور، خاصة الأقحوان، وإشعال الشموع لذكراهم. كما تجتمع العائلات لتذكر موتاها، ومشاركة قصصهم، وفي بعض الثقافات، الصلاة لأجل أرواحهم.
في إسبانيا، يعد الأول من نوفمبر عطلة وطنية، ويزور الكثير من الناس المقابر لوضع الزهور على قبور المتوفين. في مناطق أخرى، مثل غاليسيا، تُقام قرابين تكريمية للقديسين، ويُعدون حلويات تقليدية مثل “عظام القديس” و”الدونات الهوائي”.
في المكسيك، ورغم أن عيد جميع القديسين هو مناسبة مسيحية، إلا أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعيد يوم الموتى (المُحتفل به في الثاني من نوفمبر)، وهو احتفال يمزج بين التقاليد الهندية والكاثوليكية. غالباً ما يُخصص الأول من نوفمبر للأطفال المتوفين، بينما يُحتفل في الثاني من نوفمبر بالبالغين. تُعتبر الزهور البرتقالية، وصور المتوفين، والشموع، والأطعمة التقليدية من العناصر الأساسية لهذه المناسبة، التي صنفتها اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي للبشرية.
للعيد أهمية روحية عميقة في الكنيسة الكاثوليكية؛ إذ يُعد فرصة لتكريم جميع القديسين، سواء الذين تم إعلان قداستهم رسمياً أو الذين عاشوا إيمانهم ووصلوا إلى الحياة الأبدية دون الاعتراف الرسمي. يجسد العيد الأمل في القيامة والحياة الأبدية، ويُذكر المؤمنين بأهمية الاقتداء بالقديسين.
يختلف عيد جميع القديسين عن عيد جميع الأرواح (2 نوفمبر)، الذي يركز على الصلاة من أجل النفوس التي لا تزال في المطهر. في هذا اليوم، يصلي المسيحيون من أجل خلاص المتوفين الذين لم يصلوا بعد إلى القداسة الكاملة. لكن، رغم ذلك، يتشارك اليومان في روح التأمل وتذكر الموتى.
من العناصر التقليدية التي يتميز بها عيد جميع القديسين:
الزهور: تُعتبر الأقحوان من الزهور الشائعة، وترمز إلى الأبدية والذكرى.
الشموع: يُشعل الناس الشموع عند القبور كوسيلة لتذكر الموتى، وهي ترمز إلى نور الإيمان الذي يرشد الروح.
الأطعمة: في العديد من الأماكن، تُعد حلويات تقليدية مثل “عظام القديس” والحلويات الأخرى، والتي تحمل رمزية خاصة بالمناسبة.
يُعد عيد جميع القديسين تذكرة بالإرث الروحي والثقافي الذي تركته الأجيال السابقة. هو احتفال بالحياة الأبدية وبشركة القديسين، ويوفر لحظة من الترابط والأمل للمؤمنين، تكريماً لمن عاشوا في الإيمان المسيحي.