قراءة في حفل عيد العرش بقنصلية المملكة المغربية ببرشلونة.
رضوان الأحمدي/ كتالونيا.
الديبلوماسية قناة من قنوات التواصل بين السيادات، تراعى فيه شروط الجوار ، أدبيات الحوار و فهم طقوس الإحتواء الرمزي و للغة حاوية التلطف استواء .تلك الشروط تلزم أخلاقيا الدول بنهجها حتى لا تطفو صراعا بوادر الشقاق في حالة تجاهل محرك بعض السياقات سهوا او عمدا،
. الديبلوماسية الحقة هي التي تشتغل على المدى البعيد، تحين آلياتها الإجرائية و تترفع عن الآنية عملا بالمثل الشعبي في العجالة، ندامة…
عندما عاينت صور الإحتفال بعيد العرش التي وثقت تلك الأنشطة التي نظمتها قنصلية المملكة المغربية ببرشلونة ، تخليدا لذكرى اعتلاء الملك محمد السادس للعرش استقرت عيني عند صورة شخص داكن البشرة يوزع اكواب من الشاي مع كل احتراماتي لشخصه ، اعتبرت ان رمزيتها عنيفة من حيث حمولتها التاريخية التي تحيلنا الى عهد عندما كان العبيد يضعون كسخرة لارضاء السيد من حيث الخدمات و تامين راحته و بالتالي فهي صورة غير مناسبة و تفتقد الى عنصر الملاءمة، باعتبار اننا في عهد يؤكد ان كرامة الإنسان تعلو عن كل اسفاف او تراتبية مفتعلة تهين انسانية الإنسان، رغم ان اصدقائي الذين حضروا الحفل قالوا لي ان ابا يوسف استطاع ان ينتزع النجومية ببشاشة متميزة خارجة من روح نقية، تميزا. انا اتكلم عن دلالة الصورة
يبقى السؤال مطروحا، من تكلف بالبروتوكول لماذا وقع اختياره على ان يكون شخصا اسودا هو الذي يملأ الأكواب من الشاي للحاضرين؟ ، ما هي خلفياته ؟ هل اراد ان يجسد نموذجا من ماض تليد لم يعد له مكانا بعدما تطورت الشعوب و اصبحت المواطنة التشاركية مرجعا و محور ا؟ .
البروتوكول الديبلوماسي يعني ممارسة اللياقة و المعرفة بالسياقات المتعددة الدلالات ،يتوفر على مجموعة من القواعد السلوكية المتحضرة، البروتوكول يتجسد في اجراءات تتم و تهتم بشكل محوري بالتفاصيل ومنا اشكد على التفاصيل و الإعتبارات. لأن البروتوكول باختصار هو ارساء الذوق السليم في العلاقات و مجريات الأحداث .
الاحتفال الذي عرفته قنصلية المملكة المغربية ببرشلونة بمقارنة بالإحتفالات التي عرفتها تراغونا و مدينة جيرونا على مستوى القنصليات المغربيات،لم يكن بالمستوى المطلوب، نفس الوجوه تكررت التي ابانت عن عن عجز او عدم رغبة السيد القنصل من انفتاح على المجتمع المدني و استقطابه للفاعلين الجمعويين بإختلاف مشاربهم ، كانت هناك انتقائية و ارتجالية التدبير العلائقي. لم تتخد المناسبة حجمها الحقيقي و دلالتها الرمزية الا و هي انتهاج بيداغوجية تواصلية تريد وثوقية القضايا الوطنية وفاء استرسالا و تجاوزا للحسابات الضيقة .
الإحتفال بمناسبة عيد العرش داخل القنصلية أعطى الإنطباع بالقوقعة والإلجام عن الخروج عن المألوف بتنشيط الحدث مآلا، فضاء ضيق لا تتسع فيه كل المجاملات المتنوعة، لا رأينا شخصيات اسبانية تظهر غبطتها لحضورها الذي كان شبه منعدم. الأعياد الوطنية و الإحتفال بها خارج المملكة، تفيد توطيد العلاقات و شرح القضايا الوطنية بروح تواصلية مرحة الإنعكاس . يبقى السؤال مطروحا ايضا؛ لماذا اقصي بعض الجمعويون هل نحن امام قطبية تبلورت جراء صراع خفي للمواقع . لنرتقي شيئا ما و لا نكون نجتر قوالب بالية و لها من العقم نصيب
البروتوكول فن راق لا يجب ان ننساه و نحن ننظم المحافل، و ان نكون واعون ، ان رغم اختلافنا ، جلنا نطمح ان نكون اوفياء لكل نبض يذكرنا اننا من اجل عدالة قضية، ننسى انفسنا ايثارا ولكل مبادرة طيبة استجلابا….