كيف حقق برشلونة أكبر دخل مالي في تاريخ الكلاسيكو؟ … لابورتا المجنون يفعلها من جديد!

في زمن يشهد فيه عالم كرة القدم تحولات اقتصادية معقدة وتحديات مالية غير مسبوقة، تمكن نادي برشلونة من تحقيق إنجاز مالي استثنائي خلال مواجهة الكلاسيكو الأخيرة أمام غريمه التقليدي ريال مدريد، إذ سجّل النادي الكتالوني أعلى دخل مالي في تاريخ مواجهات الكلاسيكو، في حدث وصفته الصحف الإسبانية بأنه “ضربة عبقرية” من رئيس النادي، خوان لابورتا، الذي لطالما وُصف بالمجنون، لكن جنونه غالبًا ما يقوده إلى النجاح.
الحدث لم يكن مجرد مباراة قمة على أرض الملعب، بل تحوّل إلى عرض اقتصادي متكامل، تم التخطيط له بعناية لتوليد عوائد مالية ضخمة. فإلى جانب بيع جميع تذاكر المباراة التي أُقيمت في ملعب “لويس كومبانيس”، استفاد النادي من رفع أسعار التذاكر بنسبة تجاوزت 30٪ عن المواجهات السابقة، دون أن يؤثر ذلك على الإقبال الجماهيري الكبير. وقد امتلأت المدرجات عن آخرها بجماهير من داخل وخارج إسبانيا، ما أتاح للنادي تحقيق عوائد قياسية من المبيعات المباشرة.
لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. فقد قام لابورتا وفريقه التسويقي بتنظيم سلسلة فعاليات موازية في المدينة قبل المباراة وبعدها، شملت جولات سياحية مخصصة للجماهير، وتجارب VIP حصرية، ومعارض ترويجية للمنتجات الرسمية، ما أدى إلى ارتفاع المبيعات بنسبة ملحوظة. كما جنى النادي أرباحًا قياسية من الحقوق التلفزيونية والبث الرقمي، بعد أن باع حقوق بعض الحصص بشكل منفصل لمنصات دولية، في خطوة تسويقية ذكية.
أما المفاجأة الأكبر، فكانت في توقيع اتفاقيات رعاية قصيرة الأجل مع عدد من الشركات العالمية، خصيصًا لهذه المباراة، وهو نموذج جديد من الشراكات المؤقتة عالية القيمة، تُدار كاستثمار محدود المدة لكنه مرتفع العائد.
بهذا النموذج غير التقليدي، أثبت لابورتا أن “الجنون المدروس” هو أداة ناجعة للنجاة من الأزمات. ففي وقت لا يزال فيه النادي يعاني من تراكم الديون، جاء هذا الدخل الضخم ليمنح الإدارة متنفسًا ماليًا، ويعيد الثقة في قدرة النادي على التحرك بذكاء في الأسواق الرياضية.
لابورتا، الذي اعتاد أن يثير الجدل بأساليبه، يبرهن من جديد أن الإدارة الرياضية في العصر الحديث لا تعتمد فقط على الأقدام داخل الملعب، بل على الأرقام خارج الملعب أيضًا. وكأن لسان حاله يقول: “إذا لم تستطع أن تربح دائمًا في النتيجة، اربح في دفتر الحسابات”.