لامين يامال… اللاعب الذي رفض الصورة الرسمية احترامًا لجدته.
كتالونيا24 – برشلونة
في زمن أصبحت فيه صور النجوم لحظة توقيع العقود جزءًا من استراتيجيات التسويق والإبهار الإعلامي، قرر لامين يامال، النجم الصاعد في صفوف نادي برشلونة والمنتخب الإسباني، أن يخرج عن هذا التقليد. اللاعب الشاب، الذي لم يتجاوز بعد سن الـ18، رفض التقاط الصور الرسمية الخاصة بتجديد عقده مع النادي، والسبب كان إنسانيًا بامتياز: غياب جدته فاطمة، التي يعتبرها “الركيزة الأولى في حياته”.
وفقًا لتقرير تناقلته وسائل المحلية والدولية بتاريخ 28 مايو 2025، فإن لامين، الذي وقع على عقد طويل الأمد يمتد حتى عام 2031، اختار تأجيل جلسة التصوير الرسمية إلى حين بلوغه سن الرشد في يوليوز المقبل، وذلك ليُتاح لجدته فاطمة حضور اللحظة التي يعتبرها “مفصلية في مساره الكروي والإنساني”.
فاطمة، جدة لامين من جهة والده، ليست مجرد قريبة عائلية، بل امرأة مغربية هاجرت إلى كتالونيا سنة 1990 مع أطفالها الخمسة، وأسست حياة جديدة في حي روكافوندا الشعبي بمدينة ماتارو. وبعد انفصال والدي لامين وهو في سن الثالثة، تولّت فاطمة تربيته ورعايته، وكانت الحاضنة العاطفية والداعمة الصامتة لموهبته.
حتى اليوم، ما زالت فاطمة ترفض الانتقال إلى منزل جديد رغم عرض حفيدها شراء بيت فخم لها، وتُفضّل الاستمرار في العيش وسط مجتمعها البسيط في ماتارو. يامال، بدوره، لا يخفي هذا الارتباط، ويدين لجدته بالكثير، قائلاً في أكثر من مناسبة إنها “المرشد والملاذ والأم الثانية”.
قرار لامين يامال بعدم التقاط الصورة من دونها، في لحظة كان يمكن أن تكون ذروة تسويق شخصيته الرياضية، يكشف عن جانب نادر في عالم كرة القدم الاحترافية، حيث المشاعر العائلية والولاء للجذور يتقدمان على الأضواء والمظاهر.
برشلونة، من جهته، أبدى تفهّمه واحترامه الكامل لقرار اللاعب، وأعلن عن تنظيم جلسة تصوير رسمية جديدة عقب احتفاله بعيد ميلاده الثامن عشر، على أن تكون الجدة فاطمة الحاضرة الأبرز في تلك اللحظة التي ستُخلّد ليس فقط مسيرة رياضية، بل قصة وفاء عابرة للأجيال.
في زمن تزداد فيه الفجوة بين النجومية والإنسانية، يُقدّم لامين يامال درسًا في البساطة والعرفان… دربٌ يبدأ من ماتارو ويصل إلى الكامب نو، لكنه يمرّ أولًا بقلب الجدة.
