جريدة إلكترونية بإسبانيا

ليس لدي سؤال.

طلحة جبريل. سمعت مرة الملك الراحل الحسن الثاني ، رحمه الله يقول “لا يوجد سؤال محرج ، لكن هناك أجابة محرجة”. هذه العبارة كانت درساً صحافياً. يظل الصحافي يبحث طيلة حياته عن “معلومات”. الوسيلة الأنجع للحصول على المعلومة ، هي طرح أسئلة على صناع القرار أو المصادر التي تتوفر على معلومات، بيد أن هذه الأسئلة يفترض أن تكون في حدود اللياقة واللباقة، وأن يُخْرِجَ الصحافي نفسه من دائرة السؤال، لذلك أقول دائماً إن سؤالاً على غرار” ألا تعتقدون معي أن أداء السلطات في مكافحة الهجرة السرية كان سيئاً “، ليس سؤالاً صحافيا لائقاً يمكن أن يطرح على صانع القرار، ظني أن هذه الصيغة تعبر عن نرجسية مفرطة. الصحافي ناقل للمعلومات ، ولا يمكن أن يتحول إلى صاحب نظريات وتحليلات ، يتحدث وكأنه صاحب شأن في كل قضية له فيها رأي يسمع، وموقف يحسب حسابه. لاشك أن أفضل الأسئلة تلك التي يطرح من خلالها الصحافي معلومات موثقة و لا تجعل هناك فرصة لصانع القرار أن يتحدث بلغة خشبية. أعتقد في هذا الصدد أن على من يمتهن الصحافي أن يقرأ نماذج أسئلة كانت تطرحها الأميركية “هيلين توماس” أو الايطالية ” أوريانا فالاتشي “. في سياق ذي صلة ، قرأت في موقع “باباميل” الذي ينشر مواد متنوعة بالانجليزية والاسبانية ، موضوعاً طريفاً عن الأسئلة التي يفترض ألا نطرحها على أشخاص تقدموا نسبياً في العمر. أخترت لكم بعضها مع ملاحظات مقتضبة. -هل تخشى الاستغناء عنك في العمل ( سؤال فيه تبخيس للجهد الذي بذله الشخص ، وعدم تقدير لتراكم خبراته). -لماذا أنت عازب حتى الآن ( يعتقد كثيرون أن وجود علاقة رومانسية ليس شرطاً أساسياً لحياة سعيدة، ثم أن السؤال يصبح سخيفاً إذا كان الشخص قد فقد زوجه أو زوجته أو انفصل). -هل تخشى الرحيل عن دنيا الناس (سؤال مهين طالما أن الرحيل مسألة حتمية، إذ أن كل البشر يعرفون ما هي الأمور الحتمية). -ما هو حجم الأموال التي وفرتها (سؤال فظ لأنه ينتهك الخصوصية، والإجابة لا تعني شيئاً في كل الأحوال ). -هل تستعمل البريد الإليكتروني (جميع الناس الذين تلقوا قسطاً من التعليم يستخدمون حالياً البريد الإلكتروني، باستثناء الأميين، لذلك يمكن أن يفهم من هذا السؤال بأنك تسأل الشخص، هل أنت متعلم أم من الأميين “. -هل سبق أن أجريت عملية جراحية ( من يطرح هذا السؤال يعتقد أن العمليات الجراحية أمراً حتمياً ). -هل تعتقد أن الخروج مع من هم أصغر منك سناً تصرفاً لائقاً ( الخروج مع صغار السن ليس أمراً مستهجناً طالما أنه في إطار الإحترام المتبادل). – هل تشعر بالتعب (هذا سؤال وقح، لا يجوز طرحه على أي شخص أياً كان عمره). -ماذا تفعل في لحظات المرح ( يمكن أن يعني المرح.. السفر ومشاهدة الأفلام وقضاء الوقت مع الأصدقاء). أختم وأقول إن أفضل الأسئلة تلك التي لا نحتاج إلى طرحها. تم النشر بموافقة الكاتب.]]>

تعليقات