جريدة إلكترونية بإسبانيا

ماذا بعد براءة المهاجر المغربي الذي قضى 15 سنة سجنا بتهم لم يرتكبها “فيديو”.

احمد العمري/ كتالونيا.

برأت المحكمة العليا الإسبانية، مؤخرا،  المغربي أحمد الطموحي، الذي حُكم عليه بـ15 سنة سجنا بتهمة الاغتصاب. واعترفت المحكمة بأن الطموحي لم يكن مذنبا وأنه أدين خطأ.

الطموحي، الذي هاجر من مدينة الناظور إلى مدينة برشلونة الإسبانية ليشتغل في مجال البناء، ألقي عليه القبض سنة 1991 بتهم  الإغتصاب لا لشئ سوى الإشارة إليه من طرف مجموعة من الضحايا انه المغتصب الحقيقي.

جاء اعتقال المغربي، البالغ من العمر حاليا 72 سنة، كما جاء في التصريح الحصري له لكتالونيا24 من امام سجن Brians1، انه كان يقطن بفندق بمدينة تراسة جهة برشلونة عندما تم إعتقاله وإخضاعه لأربع سنوات من التحقيق في مجموعة من جرائم الإغتصاب لم يرتكبها ولا علم له بها، منها جرائم توبع بها بمفرده، وجرائم رفقة مغربي آخر توفي خلال فترة الإعتقال، والذي لا يعرفه ولم يسبق له ان رآه من قبل.

التشابه الكبير مع المغتصب الحقيقي أنطونيو كاربونيل، كما قال السيد احمد الطموحي، والذي عاد رفقة أصدقائه لإغتصاب مجموعة من الضحايا اللواتي كن يشرن إلى صورة احمد بعد عرض عليهن مجموعة من الصور بينها صورة أحمد ، رغم اننا نتواجد بعد حوالي خمس سنوات داخل السجن ب Brians1، هذه الوقائع ساهمت حسب تأكيده لإسقاط مجموعة من التهم، فيما بقيت مجموعة منها تلاحقنا كان بينها التهمة الاخيرة التي برأتني فيها المحكمة العليا والتي سبق وان حكمت بها وزيرة الدفاع الحالية بحكومة بيدرو سانشيز.

وأضاف احمد الطموحي  كنت ارفض الخضوع لكل البرامج التي تخصص لمثل حالاتي بالسجن والتي من شأنها تسهيل الإستفادة من بعض الإمتيازات الخاصة بالخروج وسط الاسبوع من السجن او في نهاية الأسبوع، لأنني مقتنع ببرائتي ولا يمكن الخروج من هنا ( يشير لسجن Brians1)، إلا بالبراءة أو الموت داخل السجن.

يعود الفضل يقول الطموحي لجميع افراد العائلة طيلة هذه السنين،  كنت أخبرت اخي أنني لا أرغب التوصل بالأخبار من خارج اسوار السجن، لأتمكن من التعايش مع الأجواء وإنتظار الفرج الرباني، أخي هو من كان يتحمل جميع مصاريفي المادية إلى يومنا هذا، وأضاف الفضل كل الفضل أيضا لزوجتي التي بقيت صامدة لمدة تزيد عن الثلاثين سنة، وإستطاعت  تربية الأبناء بالمغرب وكلهم متزوجون الآن، منهم من يعيش بإسبانيا والآخر بفرنسا.

نعم تمت تبرئة احمد الطموحي من مجموعة من الجرائم التي توبع بها ظلما، وهناك مسطرة جارية للمطالبة بالتعويض عن السنوات التي ضاعت من حياته، والتي قال في تصريحه انه مهما كانت قيمة التعويض فلا قيمة له بالنسبة لي لأنني ابلغ من العمر 72 سنة، فما فائدة المال وأنا في هذا السن.

الطموحي يحتاج لإلتفاتة مستعجلة وليتحمل كل واحد مسؤوليته من موقعه، لتسهيل له العيش ما تبقى من حياته بكرامة، فهو يعيش في غرفة مكتراة في ضواحي مارطوراي جهة برشلونة بعيدة عن كل المرافق الحيوية، هنا  أردد بصوت مرتفع، ماذا بعد براءة احمد الطموحي؟ لعل بعض الآذان تلتقط الصوت وتدق أبواب المصالح الإجتماعية لتوفير سكن يليق به كرجل ذي 72 سنة قريب من كل المرافق، مع تخصيص دخل إجتماعي يحفظ له كرامته، في إنتظار التعويض الذي يتطلب مسطرة تتخذ وقت طويل قد يكون با احمد بيننا أم غادرنا، مع دعواتنا له بالصحة وطول العمر.

تعليقات