ما هي المهن التي يشغلها الأجانب في إسبانيا؟ نصف الصينيين يعملون في التجارة وثلث المغاربة في الحقول.

كتالونيا24.

في إسبانيا، يلعب الأجانب دورًا أساسيًا في مختلف القطاعات الاقتصادية، ويختلف توزيعهم في سوق العمل بشكل كبير حسب جنسياتهم، يكشف تحليل وظائف الأجانب عن أنماط واضحة ومتخصصة تعتمد على أصولهم.

من الأمثلة البارزة على ذلك الجالية الصينية، حيث يعمل حوالي نصف أعضائها في قطاع التجارة. لقد أثبت المواطنون الصينيون وجودًا قويًا في هذا القطاع، خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة. تُعد المتاجر المحلية، والبازارات، والمطاعم أمثلة على الأنشطة التجارية التي يهيمن عليها الصينيون. تعود هذه الظاهرة إلى مزيج من العوامل الثقافية والاقتصادية، حيث تلعب روح المبادرة والدعم المجتمعي دورًا حيويًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقليد الجالية الصينية في إدارة الأعمال العائلية يسهل الدخول والاستمرار في هذا القطاع.

لا يقتصر النجاح في التجارة التجزئة على المتاجر الفعلية فقط، بل يشمل أيضًا التوسع في التجارة الإلكترونية. لقد تمكن العديد من رجال الأعمال الصينيين من التكيف مع الاتجاهات الجديدة في السوق، باستخدام المنصات الرقمية لتوسيع نطاق عملهم وتنويع دخلهم.

من ناحية أخرى، تتمتع الجالية المغربية بحضور ملحوظ في قطاع الزراعة في إسبانيا، حيث يعمل حوالي ثلث أعضائها في أعمال مرتبطة بالمجال الزراعي. كان هذا القطاع تاريخيًا وجهة شائعة للمهاجرين المغاربة، خاصة في مناطق مثل الأندلس، ومورسيا، وكتالونيا، حيث الطلب على العمالة الزراعية مرتفع.

يقوم العمال المغاربة، الذين هم في الغالب رجال، وإن كان مؤخرا تواجد نسبة لا بأس بها من النساء خاصة مع عقود العمل الموسمية لجني الفراولة بالجنوب، بأدوار حيوية في جمع الفواكه والخضروات، وكذلك في الأعمال الزراعية الموسمية الأخرى. وجودهم أساسي في الإنتاج الزراعي الإسباني، خصوصًا خلال مواسم الحصاد المكثفة. ومع ذلك، غالبًا ما يرتبط هذا العمل بظروف عمل صعبة وأجور منخفضة نسبيًا، مما يعكس واقعًا معقدًا وغير مستقر لهؤلاء العمال، وإن كان مؤخرا توسع مجال العمل في قطاعات أخرى للمغاربة مع تزايد عددهم في إسبانيا ليشمل قطاع الخدمات بالمطاعم، والبناء..

إلى جانب هاتين الجاليتين، تتركز مجموعات مهاجرة أخرى في إسبانيا في قطاعات معينة. على سبيل المثال، يتمتع اللاتينيون بحضور كبير في خدمات المنازل والرعاية، بينما يمثل مواطنو أوروبا الشرقية بشكل جيد في مجالات البناء والضيافة.

بشكل عام، يتخصص الأجانب في إسبانيا في قطاعات عمل محددة، تحت تأثير عوامل مثل طلب السوق، والشبكات المجتمعية، والمهارات الخاصة بكل مجموعة. هذه الديناميكيات في سوق العمل ليست فقط ضرورية للاقتصاد الإسباني، ولكنها أيضًا تعكس تكيف ومساهمة المهاجرين في المجتمع الإسباني.