مبادرة توزيع الأفرشة والأغطية: لمسة دفء إنسانية من الجمعية المغربية الكتلانية للتعاون والتنمية بسانتا كولوما جهة برشلونة..
أحمد العمري/ كتالونيا.
مع بداية فصل الشتاء وموجات البرد القارس، تتجدد معاناة العديد من العائلات والشباب الذين يمرون بظروف اجتماعية واقتصادية صعبة بجهة برشلونة. استجابة لهذه الأوضاع، تقوم الجمعية المغربية الكتلانية للتعاون والتنمية بسانتا كولوما جهة برشلونة، في كل عام، بإطلاق مبادرة توزيع الأفرشة والأغطية على مستحقيها، بهدف توفير الدفء والأمان للفئات الهشة والمحرومة في هذه الفترة الصعبة.
تمثل هذه المبادرة أكثر من مجرد عمل خيري؛ فهي تعبير عن التكافل الإنساني والتضامن الاجتماعي، إذ تسعى الجمعية من خلالها إلى تخفيف معاناة الأسر الفقيرة والشباب الذين يواجهون صعوبات حياتية في ظل البرد القارس. المبادرة، التي تتم بالتنسيق مع متطوعين ومحسنين، تأتي كإحدى الجهود الإنسانية الرامية إلى مد يد العون للجالية المغربية والمهاجرة بوجه عام.
لا تقتصر جهود الجمعية على هذه المبادرة فحسب، بل تشمل أيضًا مبادرات موسمية مثل “سلة الرحمان”، التي يتم توزيعها في شهر رمضان الكريم، حيث تقدم المواد الغذائية الأساسية للأسر المعوزة. كما تعمل الجمعية على تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد الجالية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها بسبب الشتات وضيق الموارد.
تعكس هذه الأنشطة روح التعاون والتآزر بين أفراد الجالية المغربية والمسلمة في برشلونة، وتؤكد أهمية التضامن كوسيلة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وفي ظل وجود محاولات لتشويش الصورة الإيجابية للجالية، تأتي هذه المبادرات كدليل حي على أن العمل الخيري يعزز الوحدة ويجمع الشتات، مما يساهم في بناء صورة إيجابية عن الجالية.
ورغم النجاح الذي تحققه هذه المبادرات سنويًا، إلا أنها بحاجة ماسة إلى التطوير والتوسيع من خلال زيادة دعم المحسنين والمؤسسات الخيرية. دعم هذه المبادرات لا يقتصر فقط على توفير الموارد المادية، بل يشمل أيضًا الانخراط في تنظيم الأنشطة والمساهمة في توجيه الدعم للفئات الأكثر حاجة.
تعد مبادرة توزيع الأفرشة والأغطية، وسائر الجهود الخيرية التي تقودها الجمعية المغربية الكتلانية، مثالًا حيًا على ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والتكافل. ومع التفاف الجالية المهاجرة، وخاصة المغربية، حول هذه المبادرات، يمكن تحقيق المزيد من النجاحات وتوسيع نطاق الدعم ليشمل أكبر عدد ممكن من المحتاجين، مما يسهم في بناء مجتمع مترابط
وإنساني بجهة برشلونة.
