جريدة إلكترونية بإسبانيا

مجموعة الخير القصة الكاملة لأكبر عملية نصب عابرة للقارات .

يونس زهران/ تطوان ..

تفجرت مؤخرا عملية نصب كبيرة وصفت بأضخم عملية نصب عرفتها سنة 2024 ، لكونها همت ضحايا من مختلف المدن المغربية و من أوربا كذلك. من إسبانيا و من فرنسا و من هولندا و من بلجيكا و من ألمانيا ( مغاربة و أجانب ) . يتزعم هذه الشبكة عنصرين نسويين من مدينة طنجة إحداهما رهن الإعتقال و أخرى في حالة فرار . قدرت مصادرنا أن تكون هربت إلى كندا .

بدأت عملية النصب عبر استقطاب الضحايا للاكتتاب بما يعرف بالتسويق الهرمي . و أو هموا ضحاياهم أنهم سيربحون الأموال طائلة في مدة لا تتعدى السبعة أشهر . حيث كل مساهمة تدفع 1800 درهم و ستتحصل على 70000 درهما . أي بمعدل 10000 درهما شهريا . هذا المبلغ أسال لعاب العديد من النساء اللاتي تم استدارجهن من طرف الأدمينتين .

و بعدما توسعت العملية و كبرت المجموعة ، أنشأت الأدمينتين مجموعات موازية في كل بلد و نصّبوا مشرفات على هذه المجموعات لاصطياد أكبر عدد من الضحايا . و الأكثر من هذا بعض النساء المتزوجات أقنعن أزوجهن للانضمام إلى هذه المجموعة ليعم الخير ضعفين . و منهن من ضاعفت ثمن مساهمتها إلى عشرة أضعاف .

خلية برشلونة

تعد هذه الخلية من أكبر الخلايا بأوربا من حيث عدد الضحايا و عدد الأموال التي تم ضخها في هذه المجموعة ، حيث تحكي لنا إحدى الضحايا التي تم النصب عليها بمبلغ كبير جدا فاق عشرة ملايين سنتيم أنه يمكن اعتبار مناطق سان اندريا ، سان بوي ، ماطارو ، طراسة ( جهة كتالونيا ) منطقة منكوبة بسبب عدد المغرر بهن اللاتي دفعن كل مدخراتهن بناء على ثقة إحدى ساكنات هذا الحي التي أقنعتهن بناء على الثقة التي كانت تحظى بها في وسط النساء المغربيات هناك . مما جعلهن يدفعن لها مبالغ قدرت بملايين السنتيمات . و لم يسلم منها حتى الإسبان .

كل هذه الأموال كانت ترسل للأدمينات هنا في المغرب . و لكثرتها كان يستحيل أن ترسل باسم واحدة أو اثنتين . فحسب القوانين المعمول بها في إسبانيا ، أن كل شخص لا يمكنه أن يحول إلى المغرب أكثر من عشرة ألف أورو كل ثلاثة أشهر . ولذلك كانت أدمينة إسبانية تعمد إلى استغلال هوية بعض المتشردين هناك ، و بعض المقيمين في مراكز الرعاية الاجتماعية لتحويل الأموال للمتهمتين الرئيسيتين لإبعاد كل الشكوك عنها في أبشع استغلال للعمل الجمعوي و تقديم أنفسهن أمام المصالح القنصلية و البعثة الدبلوماسية للمغرب على أنهن رائدات العمل الجمعوي و مواكبة القاصرين تأطيرهم.

بعد أشهر قليلة بدأت مظاهر البذخ و الترف تظهر على الأدمينتين الرئيستين و الأدمينات الموازيات في المجموعات الفرعية . حيث بدأن يقتنين العقارات و السيارات و يفتتحن مشاريع هنا بالمغرب و خصوصا في طنجة و خريبگة و الدار البيضاء و منطقة السطيحات بشفشاون . كما أن أدمينات إسبانيا بدأن ينظمن حفلات باذخة لاقناع الحاضرات أن حياتهن بفضل مجموعة الخير تغيرت و أصبحن من نساء المال و الجاه ، و ذلك لاصطياد أكبر عدد من الضحايا ، و فعلا نجحن في ذلك .

بداية النهاية

في شهر مارس الماضي بدأت بوادر خلافات بين الأدمينتين الرئيسيتين حول المال المتحصل عليه ، بحيث استولت إحداهن على جزء كبير منه و اختفت . و اختفى معه التفاعل داخل المجموعة التي كانت دائمة النشاط و التواصل و حث “النحيلات” كما كانت تسميهن الأدمينة إلى المزيد من المساهمة و دخول التحدي و هذا التحدي كانت عبارة عن المساهمة بمبلغ واحد فقط و في 3 أيام يرجع لك أضعافا . هذه الحيلة كانت تدر مبالغ مالية خيالية على الأدمينات .

و بعد الفتور الذي عرفته المجموعة بدأ القلق يدب في صفوف المساهمات و اللاتي يعدن بالمئات .(مجموعة واحدة فقط كانت تحتوي على 500 عضو) . و بدأ الخبر ينتشر بين المجموعات الأخرى كالنار في الهشيم . و بدأت المشرفات على المجموعات الأخرى تحاول التهدئة من روع العضوات و التأكيد لهن على أن الأمور بخير و أن هناك سوء تفاهم بين الأدمينتين و تم حله و المجموعات ستعود إلى نشاطها . و في خضم هذه المشاكل كانت الأدمينات تحثن العضوات على المزيد من المساهمات وجلب صديقاتهن أخريات لذلك .

انتظار و ترقب

و في الوقت الذي كانت بعض المساهمات تنتظرن جني ثمار مساهماتهم بدأ بعض الأدمينات الفرعيات في الاختفاء لأنهن كن يعلمن أن الأدمنتين الرئيسيتين اختلستا الأموال و اختفتا عن الأنظار . فيما هن يحثن العضوات على المساهمات و التكثيف من التحديات لكي يجمعن بدورهن المال و الاختفاء ، و هو ما حصل بالفعل .

في المغرب

لما تفطن الضحايا أنهن تعرضن للنصب شرعن في لم الشمل للبحث عن سبل تمكنهن من تحصيل أموالهن . إلا أن ذلك لم يكن ممكنا . فمنهن من طلقها زوجها بسبب ذلك و منهن من انتحرت بسبب الشمتة و الخوف من سوء العاقبة . و هناك من تتعقبها الديون لأنها اقترضت من أجل المساهمة . فقصن القضاء و وضعن شكايات ضد الأدمينتين المتواجدتين في طنجة . حيث تم القبض عليهما لمباشرة التحقيقات في هذه العملية التي تعد أكبر عملية نصب في العقد الأخير في المغرب . و هناك مصادر تقول أن إحدى الموقوفتين أقدمت على الانتحار بسبب الضغوط النفسية و سوء المآل الذي لم تكن تتوقعه . و أن المتهمتين الرئيسيتين قبل القبض عليهن ، فوتتا كل ممتلكاتهما لأقاربهما ليبعدا كل الشكوك عنهما .

في إسبانيا

و في جهة كتالونيا و بالضبط في سان أندريا لازالت الأدمينات تراوغن الضحايا ، فتارة تخبرهن أن أموالهن سترجع إليهن . و تارة أخرى تتنكرن لهن و تقلن لهن بالحرف “جريو طوالكم ” و هو ما جعل الضحايا في إسبانيا إلى التكتل و عزمهن رفع دعوى قضايا هناك ضد الأدمينات اللاتي نصبن عليهن و اغتنين بفضل أموالهن و اشترين الشقق و السيارات و المجوهرات.

القضية حبلى بالمفاجآت و قد حولت” النحيلات” كما كانت تسميهن الأدمينات في المجموعة الواتسابية إلى “دبابير” سيلذغن كل من سيجدنه في طريقهن . فهناك من ضاع منها كل ما ادخرته خلال سنوات من العمل الشاق و “تقطاع الصحة ” و لن يتركن هذا الأمر يمر مرور الكرام .

سنوافيكم بكل جديد في هذه القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام .

تعليقات