محاولة اللحظة الأخيرة لجمع الحضور للقاء لحزب الاستقلال بأحد المطاعم ببرشلونة مع الجالية المغربية في إسبانيا.
أحمد العمري/ برشلونة.
شهدت الساحة السياسية والحزبية تحركًا غير مفهوم من طرف المنسق السابق لحزب الاستقلال بأوروبا، والذي يشغل حاليًا عضوية المجلس الوطني للحزب، حيث نظم لقاءً مفتوحًا مع من سمي أفراد من الجالية المغربية في إسبانيا. اللقاء، الذي أُقيم بأحد المطاعم بالفوروم FORUM في برشلونة، حضره عدد قليل جدًا، لا يتجاوز سبعة أشخاص، وفقًا لمصادر مقربة، على الرغم من وجود أسماء قيادية مثل عضو اللجنة التنفيذية عزيز هيلالي ورئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين.
حسب نفس المصادر، اتصل المنسق السابق للحزب في اللحظات الأخيرة بعدد من مناضلي الحزب رغبة منه في عقد اللقاء بمدينة تراسة (Terrassa)، التي تحتضن أكبر تجمع للجالية المغربية في المنطقة، حيث يُقدر عددهم بأكثر من 14 ألف مغربي. لكن محاولاته قوبلت بالرفض، بتبرير حسب مصادرنا أن الحزب لا يمكن أن يعقد مثل هذه اللقاءات “الكوكوت مينوت”، بل يتم ذلك وفق تنسيق مسبق والتحضير الجيد للمحطة، كما سبق ذلك في محطات سابقة حسب نفس المصادر طبعا.
الجدير بالذكر أن آخر لقاء تواصلي رسمي لحزب الاستقلال في برشلونة يعود إلى 24 نوفمبر 2014، والذي أطره كل من الدكتور عبد القادر الكيحل والدكتور عادل بنحمزة، وكان تحت شعار “الدستور المغربي والمواطنة الكاملة للجالية المغربية”. اللقاء حينها حظي بتنظيم جيد واهتمام لافت من الجالية.
أثارت هذه التحركات الأخيرة انتقادات واسعة بين مناضلي الحزب في أوروبا. وأكدت المصادر أن حزب الاستقلال لم يعين حاليًا أي منسق رسمي في أوروبا بعد تجديد الهياكل الحزبية في المؤتمر الوطني الأخير. وبالتالي، تُعتبر تحركات العضو المذكور مبادرات فردية تفتقر إلى الغطاء التنظيمي الرسمي، وقد وصفتها المصادر بأنها محاولات لـ”إظهار النفوذ الوهمي” وإرسال إشارات غير مبررة للقيادة الحزبية في المغرب.
تأتي هذه الأحداث في سياق تحركات سابقة وصفتها المصادر بـ”غير المسؤولة”، كان أبرزها لقاء نظمته ممثلة الحزب في برشلونة مع أعضاء من الجالية اليهودية. وُجهت انتقادات واسعة لذلك اللقاء، حيث اعتبره عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين أنذاك تطبيعًا مع الإسرائيليين وليس تواصلاً مع اليهود المغاربة كما زعم المنظمون.
شهدت تحركات المنسق العام السابق لحزب الاستقلال في أوروبا موجة من الانتقادات، بعد عقد لقاء باسم الحزب مع الجالية المغربية في إسبانيا دون التنسيق مع أعضاء المجلس الوطني للحزب أو مناضليه في الجهة، ودون علم أو موافقة القيادة الحزبية، إذ حسب مصادر مقربة كان اللقاء بين مقاولين بأهداف ومصالح شخصية تم تزيينها بلباس حزب الإستقلال وتزكية عضو اللجنة التنفيذية.
عقد اللقاء في ظل غياب واضح للدعم من هياكل الحزب المحلية أو القيادة المركزية، مما أثار تساؤلات حول شرعية هذا التحرك. كما أدى إدخال أحد اليوتيوبرز المعروفين إلى اللقاء لمحاولة تعزيز الحضور إلى تفاقم الفشل، حيث حضر شخص واحد فقط برفقة اليوتيوبر، وفقًا لمصادر مقربة.
مصادر من داخل الحزب في أوروبا أكدت أن عددًا كبيرًا من أعضاء الحزب تبرأوا من هذا اللقاء، مشددين على أن المنسق العام السابق يتحرك دون أي صفة رسمية بعد انتهاء ولايته كمنسق للحزب في أوروبا. وأضافت المصادر أن هذه التحركات الفردية تضر بصورة الحزب ومصداقيته، خصوصًا أنها تأتي في غياب أي تنسيق مع القيادة الحزبية.
تبرز هذه الأحداث الحاجة إلى تدخل القيادة الحزبية لاتخاذ قرارات حازمة ضد التحركات الفردية التي لا تخدم الحزب ولا أهدافه. يُنتظر من القيادة الحزبية أن تضع حدًا لمثل هذه التصرفات التي قد تثير البلبلة داخل أوساط الجالية المغربية في المهجر، وتعزز الشكوك حول وحدة الحزب وقدرته على إدارة شؤونه الخارجية.
يبقى على القيادة المركزية لحزب الاستقلال التحرك بشكل سريع وحاسم لضبط الأمور، وضمان أن تكون جميع التحركات باسم الحزب منسقة ومنسجمة مع أهدافه ومبادئه، خاصة في أوروبا، حيث الجالية المغربية تشكل قاعدة دعم حيوية تتطلب مقاربة جادة ومسؤولة.
تطرح هذه التحركات غير المفهومة تساؤلات حول التزام أعضاء الحزب في أوروبا بالضوابط التنظيمية وأهداف الحزب في التواصل مع الجالية المغربية. وفي ظل هذه التجاذبات، يبقى على القيادة المركزية التدخل لضبط الأمور وضمان الحفاظ على وحدة الحزب وصورته أمام الجالية المغربية في المهجر.