متفرقات

مدينة الخميسات تغرق في الأزبال والعمال يعتصمون: أزمة شركة “أوزون” تتعمق منذ اعتقال رئيسها السابق للرجاء.

أحمد العمري- برشلونة.

في مشهد إنساني مؤلم يعكس معاناة فئة مهمشة من المجتمع، دخل عدد من عمال النظافة بمدينة الخميسات في اعتصام مفتوح أمام مقر شركة “أوزون” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة، وذلك احتجاجاً على عدم توصلهم بأجورهم الشهرية لمدة فاقت الثلاثة أشهر.

حسب تصريحات بمباشرة  بصفحة ” أمل الخميسات” التي تديرها الإعلامية الأخت سميرة، عرّى وضعية اجتماعية وإنسانية قاسية يعيشها هؤلاء العمال. حيث استُضيف خلال البث المباشر بعض المعتصمين بحضور الأخ محمد أعشي من الفعاليات المغربية في بريطانيا، الذين تحدثوا بحرقة عن عجزهم عن تلبية أبسط الحاجيات اليومية، من أداء واجبات الكراء وفواتير الماء والكهرباء، إلى مصاريف العلاج والتطبيب.

“وصلات العظم”، بهذه العبارة المغربية الشعبية لخّص أحد العمال حالهم المزري، مشيراً إلى أن الدخول في الاعتصام لم يكن خياراً سهلاً، بل جاء بعد استنفاد كل السبل. أحد المتدخلين تحدث عن عجزه حتى عن توفير 300 درهم لمتابعة علاج ابنته التي تعاني تأخراً في النطق، فيما أكد آخر أن قوت يومهم أصبح رهيناً بإحسان بعض المواطنين.

ورغم المجهودات الشاقة التي يبذلها هؤلاء العمال للحفاظ على نظافة المدينة، إلا أن معاناتهم تزداد عمقاً في ظل تجاهل الشركة المسؤولة وعدم حضور أي مسؤول لمقرها منذ بدء الاعتصام.

بحسب تصريحات بعض المعتصمين، فإن بلدية الخميسات قد أدت ما بذمتها من مستحقات تجاه الشركة، إلا أن الأخيرة تعاني من سوء تدبير حاد وتواجه ديوناً متراكمة، يتم اقتطاعها من حساباتها البنكية مباشرة عند المنبع. وهو ما أدى إلى تأخر صرف الأجور وعدم التزام الشركة بتعهداتها السابقة.

وأشار أحد المتدخلين إلى أن الوضعية تفاقمت منذ المشاكل القضائية التي طالت عزيز البدراوي، المدير العام وصاحب شركة أوزون، وهو أيضاً الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، والمعتقل حالياً، مما ساهم في دخول الشركة في دوامة من الارتباك وسوء التسيير.

وفي ظل تزايد حدة الاحتجاج، دخلت قائدة إحدى المقاطعات على الخط، حيث حاولت تهدئة الأوضاع واقترحت على العمال العودة إلى العمل مقابل منح الشركة مهلة جديدة من 15 يوماً إلى شهر، إلا أن هؤلاء رفضوا العرض، مؤكدين أن أوضاعهم المعيشية لم تعد تحتمل أي تأجيل، مشيرين إلى أنهم باتوا عاجزين حتى عن توفير أدوات مدرسية بسيطة لأبنائهم، كدفتر وعلبة أقلام رصاص.

وقد عبّر المعتصمون عن استيائهم من طريقة تعامل القائدة، التي لوّحت باستعمال “أسلوب آخر” في حال عدم استجابتهم لطلبها، في إشارة إلى احتمال استعمال أساليب الضغط أو التدخل الأمني.

يأتي هذا الاعتصام في وقت تعيش فيه المدينة على وقع احتجاجات أخرى، منها تلك التي يخوضها أصحاب المقاهي ضد حملة تحرير الملك العمومي، ما يزيد من تعقيد المشهد الاجتماعي ويطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة السلطات على التعامل مع هذه التوترات المتزايدة.

العمال المعتصمون يترقبون تدخلاً عاجلاً من عامل الإقليم، كما حدث في مناسبات سابقة حين جرى حل أزمة مماثلة في ظرف 24 ساعة بعد توقيع الشركة على التزام بعدم تكرار التأخير في صرف الأجور.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستتحرك السلطات هذه المرة أيضاً؟ أم أن أزمة شركة “أوزون” ستتفاقم أكثر في ظل غياب صاحبها عزيز البدراوي الذي يوجد حالياً رهن الاعتقال ويواجه ملفات قضائية متعددة؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى