منتدى “الاتحاد من أجل المتوسط” يدعو في مدينة برشلونة الإسبانية إلى ضرورة التوصل لهدنة دائمة في غزة.
اليوم في برشلونة، يناقش الوزراء الأوروبيون والعرب مستقبل غزة والدولة الفلسطينية.
كتالونيا24.
يلتقي وزراء خارجية دول حوض البحر الأبيض المتوسط اليوم الاثنين 27/11/2023 بمدينة برشلونة الإسبانية، ضمن أعمال المنتدى الاقليمي السنوي للاتحاد من أجل المتوسط في نسخته الثامنة، برئاسة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل.
يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سبل وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ووضع خارطة طريق لمستقبل القطاع وكل فلسطين، منتدى الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط (UPM)، وهو منظمة مكرسة لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي وتلك الواقعة على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط والتي عادة ما تكون مناقشاتها ذات طبيعة فنية، مساحة للحوار بين السياسيين رفيعي المستوى حول الحرب. وما يهدد بالانتشار في المنطقة بأكملها، ويعمل بالفعل على اتساع الفجوة بين الغرب والدول الإسلامية.
كان من المفترض أن يتم التركيز خلال نسخة هذا العام من المنتدى على الاحتفاء بمرور خمسة عشر عامًا على تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، وعلى مشروعات التكامل الاقليمي، والانجازات التي تحققت منذ انطلاق الاتحاد، إلا أن الحرب التي تلت أحداث السابع من أكتوبر المنصرم قد فرضت نفسها على جدول أعمال الاجتماع الاورومتوسطي ليتم تخصيصه هذا العام لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة.
وقد ذكر الاتحاد من أجل المتوسط، في بيانه بهذه المناسبة، أن وزراء الخارجية الأورومتوسطيين سيبحثون، في اجتماعهم الإثنين، الوضع الحرج في إسرائيل وغزة وسيتم التركيز على التداعيات المحتملة في الإقليم، مضيفًا أن المنتدى الاقليمي، الذي يأتي في إطار احتفاله بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الاتحاد، يُعد مناسبة مثلى لتحليل الوضع المأساوي اﻟﻘـــﺎﺋﻢ في المنطقة واستكشاف السبل المستقبلية.
ويحضر اجتماع وزراء الخارجية الأورومتوسطيين -الذي يعقد في ضيافة “خوسيه مانويل ألباريس” وزير خارجية أسبانيا، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي، والسفير ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط- الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية ممثلًا عن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي سوف تعرض مخرجات وقرارات القمة العربية – الإسلامية الأخيرة، بالإضافة إلى المشاركة في المائدة الوزارية المستديرة التي ينظمها المنتدى الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط تحت عنوان “تطورات الوضع في إسرائيل وفلسطين-غزة والمنطقة”.
وكان الضيف الخاص للاجتماع في العاصمة الكتالونية هو وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي ليس جزءًا من الاتحاد من أجل المتوسط، ولكنه يمثل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي إنعقدت قدمتها الأخيرة يوم 11 في الرياض؛ والتي حضرها، من بين آخرين، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي زار المملكة السعودية للمرة الأولى بعد المصالحة الأخيرة بين البلدين، بوساطة صينية. وفي مداخلة مقتضبة قبل الجلسة العامة، طلب رئيس الدبلوماسية السعودية أن تصبح الهدنة التي تستمر أربعة أيام والتي تنتهي الليلة وقفاً حقيقياً لإطلاق النار وأن ترد إسرائيل “من خلال العقوبات أو الضغط” على الفظائع التي ترتكبها ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. ومثل جميع المشاركين الآخرين، شدد على أنه “لا يوجد بديل” لصيغة الدولتين لحل الصراع .
وحطم المنتدى الثامن للاتحاد من أجل المتوسط، الذي يجمع 43 دولة، الرقم القياسي للمشاركة في هذا النوع من الاجتماعات، حيث شارك فيه 27 وفدا على المستوى الوزاري. ومن بين الوزراء الأوروبيين الذين حضروا المؤتمر وزراء من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإيرلندا والبرتغال. ومن جانب الدول الإسلامية، كان هناك رؤساء الدبلوماسية الأردن، الذي يشارك في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط، ومصر، وتركيا، وتونس، ولبنان، بالإضافة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية.
وكان الغائب الأكبر هو إسرائيل، التي أعلنت يوم الخميس الماضي أنها ستترك كرسيها فارغاً، زاعمة أنه تقرر تغيير جدول أعمال الاجتماع، دون استشارتها، للتركيز على الحرب في غزة.
ولم يمنع غياب إسرائيل من حدوث نقاش حاد، تعترف مصادر أوروبية بأنه من الصعب على بعض الدول العربية الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر. على الجانب الأوروبي، يتردد بعض الشركاء، مثل ألمانيا، في مطالبة الحكومة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار ويقتصرون على المطالبة بـ “وقف مؤقت” لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على الرغم من إمكانية الاتفاق على دعوة لتمديد الهدنة الحالية. أربعة أيام.
وبدلا من ذلك، كان هناك توافق في الآراء على ضرورة عقد مؤتمر دولي يتناول حل الصراع في الشرق الأوسط على أساس الاعتراف المتبادل بدولتين، إحداهما يهودية والأخرى فلسطينية، تعيشان في سلام وأمن. وترفض إسرائيل هذه المبادرة التي روجت لها إسبانيا والتي تبناها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي سيكون ممثلوها في برشلونة.
وقد طرح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على الطاولة ضرورة التنبؤ بالوضع في غزة في اليوم التالي لانتهاء الصراع.
وفي حفل العشاء الذي قدمه مساء الأحد لرؤساء الوفود المدعوة إلى المنتدى، في المتحف الوطني للفنون في كتالونيا (MNAC)، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إدانته “للقتل العشوائي”. المدنيين” التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وطالبت بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”. وأكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن “إسبانيا كانت واضحة للغاية منذ بداية الأزمة، حيث دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وطالبت إسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي بدقة”.