من المسؤول عن فوضى شارع محمد الخامس؟ وفاة يوسف بنغالم تستوجب مساءلة الأجهزة الأمنية.
فاجعة تهز الخميسات: وفاة الناشط يوسف بنغالم في حادث دهس مروع.

أحمد العمري – برشلونة.
استفاقت ساكنة مدينة الخميسات، صباح اليوم، على وقع حادث مأساوي أودى بحياة الناشط الحقوقي والإعلامي المعروف يوسف بنغالم، الملقب بـ”يوسف المتمرد”، إثر تعرضه لحادث دهس مروع أثناء قيادته لدراجته النارية وسط المدينة، وتحديداً على مستوى شارع محمد الخامس.
وحسب شهود عيان، فقد كانت السيارة التي صدمته تسير بسرعة جنونية، وقامت بسحله لمسافة تجاوزت خمسين متراً، في مشهد صادم خلف حالة من الذهول والحزن في صفوف المواطنين. وأفادت المصادر ذاتها بأن الضحية كان بصدد جولة ميدانية في إطار مهامه التنسيقية بشركة النظافة “أوزون”، حيث يشغل مهمة تنظيم العمال والجهات، قبل أن يباغته السائق ويضع حداً لحياته.
الراحل يوسف بنغالم كان من الوجوه البارزة في الإقليم، حيث عرف بنشاطه الحقوقي والإعلامي، وبتتبعه المستمر لقضايا الشأن المحلي والجهوي، كما كان له حضور لافت في عدد من المبادرات المجتمعية والبيئية، إلى جانب مواقفه الجريئة التي كانت تثير النقاش في الأوساط المحلية.
وبحسب روايات متطابقة، فإن السائق المتسبب في الحادث كان في حالة سكر متقدمة لحظة وقوع الحادث، بل إن أحد الشهود أكد أن الرجل كان لا يزال يتناول الكحول أثناء توقيفه من طرف عناصر الشرطة. كما أشار مصدر محلي إلى أن السائق ذاته كان معروفاً لدى الساكنة بسلوكياته الخطيرة، حيث اعتاد التجول في المدينة في حالة سكر وهو يقود بسرعة مفرطة، مما خلق حالة من الرعب والقلق الدائم لدى السكان.
وفي هذا السياق، تتعالى أصوات عدد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين للمطالبة بفتح تحقيق عاجل وشامل لا يقتصر فقط على ملابسات الحادث، بل يشمل أيضاً أسباب استمرار هذا السائق في الإفلات من العقاب رغم الشكايات المتكررة ضده. كما يطرح الحادث تساؤلات جدية حول مدى تجاوب الجهات الأمنية مع نداءات المواطنين المتعلقة بالسلامة العامة وحق الساكنة في الأمن والطمأنينة.
إن وفاة يوسف بنغالم ليست فقط خسارة لعائلته الصغيرة، بل أيضاً للإقليم برمته الذي فقد صوتاً مدافعاً عن قضاياه، ويجدد هذا الحادث الأليم الدعوة إلى تعزيز الإجراءات الرادعة لكل من يهدد سلامة المواطنين في الفضاء العام، وإعمال مبدأ عدم الإفلات من العقاب، حمايةً للأرواح واحتراماً لسيادة القانون.