جريدة إلكترونية بإسبانيا

مواطنون غاضبون يرشقون الملك فيليبي السادس بالطين .

إسبانيا/ يوسف بوسلامتي

شهدت بلدية باي بورطة في فالنسيا احتجاجات حادة خلال زيارة الملك فيليب السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز. حيث ألقى المحتجون، الذين أعربوا عن استيائهم من الحكومة، أشياء وطينًا تجاه موكبهم، رافعين هتافات مثل «قتلة!».

كانت زيارة فيليب السادس وسانشيز إلى باي بورطة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين الملكية والمؤسسات المحلية، لكن الأجواء المعادية أظهرت التوترات القائمة. وتعتبر مثل هذه الأفعال تعبيرًا عن الاستقطاب السياسي الذي تشهده البلاد، حيث تتجلى حالة الغضب الشعبي بأشكال متنوعة.

إذ استقبل مئات الأشخاص الناجين من الفياضانات الأخيرة والغاضبين ملك إسبانيا فيليب السادس وزوجته الملكة ليتيثيا، إضافة إلى رئيس الحكومة وزعيم منطقة فالنسيا، في مشهد غريب خلال زيارة رسمية لبلدة بايوبورتا ، إحدى المناطق الأكثر تضررًا من الفيضانات ، حيث عبر المواطنون بطريقتهم الخاصة وتعبيرا على غضبهم برمي الملك ومسؤولي الحكومة بالوحل ،
ورددوا هتافات تتهمهم “بالقتل ، ناهيك عن توجيه عدة إهانات لهم .
وقد حاول الملك رفقة مسؤولين حكوميين التحدث مع بعض السكان ، إلا ان آخرون حالوا دون ذلك بسبب الصراخ ، وتعتبر بلدة بايوبورتا واحدة من ضواحي فالنسيا التي دمرتها الفيضانات ، ووفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (آر تي في إي) نقلا عن خدمات الطوارئ في منطقة بالينسيا الأكثر تضررا أن عدد قتلى الفيضانات و العواصف الشديدة في شرق وجنوب إسبانيا وصل إلى 213 قتيلا إلى حدود يوم الأحد ثالث نونبر ، بينما لا يزال هناك العديد في عداد المفقودين،
وقد تسائل الغاضبون عن سبب تأخير إرسال التحذيرات بشأن خطورة الطقس وعدم مغادرة المنازل حتى اجتاحت الفيضانات المنطقة .


ويذكر ان رؤساء البلديات في المناطق المتضررة وجهوا نداءات ملحة للحصول على دعم سريع ، في ما عبر رئيس بلدية ألدايا ، غيرمو لوخان ، عن حزن وغضب سكان بلدته قائلاً : “نحن غاضبون ومحطمون ، البلدة في حالة دمار كامل ، ونحن بحاجة لبداية جديدة. أرجوكم، ساعدونا .

وقد أدانت السلطات المحلية أعمال العنف، لكنها اعترفت أيضًا بحق التظاهر السلمي. يطرح هذا الحدث تساؤلات حول حالة الديمقراطية وضرورة وجود حوار فعّال بين الحكومة والمواطنين.

سلط فيليبي السادس الضوء على ضرورة أن تتدخل الدولة بشكل فعّال لحل المشكلات والتعامل مع مخاوف المواطنين، خاصة في أوقات الأزمات. كما دعا إلى المسؤولية الجماعية والحوار كأدوات رئيسية لتجاوز النزاعات. تعكس تدخلات الملك الحاجة إلى نهج استباقي من قبل المؤسسات لضمان الحفاظ على السلام والرفاهية في المجتمعات.

تسلط هذه الحادثة في بايبورت الضوء على التحديات الحالية التي تواجه الدولة في دورها كوسيط وراعي للتعايش، وتظهر أهمية الإدارة المناسبة للتوترات الاجتماعية لتجنب تفاقمها. إن بيان فيليبي السادس هو تذكير بأن التعاون بين المواطنين والمؤسسات أمر أساسي لبناء مجتمع أكثر عدلاً وسلامًا.

 

 

تعليقات