موكب عيد الغطاس، موكب الملوك الثلاثة، رحلة الهدايا والسحر للأطفال.

كتالونيا24.

يُعتبر موكب عيد الغطاس، المعروف باسم أكثر ليالي السنة سحرًا في إسبانيا ودول ناطقة بالإسبانية، احتفالًا يجمع بين الإيمان والتقاليد والفرح. يُقام هذا الحدث في ليلة الخامس من يناير، عشية يوم الملوك، ويُحيي ذكرى وصول الملوك الثلاثة: ميلكيور، جاسبار، وبلتازار، الذين جلبوا الهدايا للطفل يسوع وفقًا للتقليد المسيحي.

أُقيم أول موكب موثق في عام 1866 في مدينة ألكوي، بإقليم أليكانتي، ومنذ ذلك الحين انتشر في مناطق مختلفة من العالم. مستوحى من الرواية التوراتية عن الملوك الثلاثة، تحول هذا الاحتفال أيضًا إلى عرض ثقافي يشمل الموسيقى والرقص وعروض العربات المزينة.

في الوقت الحاضر، يُعتبر موكب عيد الغطاس أحد أكثر الأحداث المنتظرة خلال العام، خاصة للأطفال. تكتسي الشوارع بالأضواء والموسيقى والقصاصات الورقية بينما يجوب الملوك الثلاثة المدن والقرى على عربات ضخمة، ترافقهم شخصيات الحكايات والخيال. وخلال العرض، تُلقى الحلوى على الجمهور، في إشارة إلى الهدايا التي قدمها الملوك للطفل يسوع.

قبل أسابيع من الموكب، يكتب الأطفال رسائل يطلبون فيها الهدايا التي يتمنون الحصول عليها.

في ليلة الخامس من يناير، تترك العائلات الحلوى والماء للملوك وجِمالهم كعلامة على الضيافة.

في السادس من يناير، تُقدم كعكة الملوك التقليدية (Roscón de Reyes)، وهي حلوى مزينة بالفواكه المجففة وتحتوي على تمثال صغير وحبة فول.

بالإضافة إلى طابعها الديني، يحمل الموكب بُعدًا ثقافيًا واجتماعيًا قويًا. يجمع العائلات والمجتمعات ويُعد حدثًا يعزز الوحدة العائلية. في العديد من المدن، يتم تضمين عناصر محلية لإضفاء الطابع الخاص على العرض، مما يجعل كل موكب تجربة فريدة.

في السنوات الأخيرة، أثارت بعض المواكب جدلًا بسبب التغييرات في التقاليد، مثل إدخال شخصيات حديثة أو طرق تمثيل الملوك، خاصة الملك بلتازار. ومع ذلك، تظل روح الموكب في نقل السحر والفرح إلى جميع الأجيال.

لا يُعتبر موكب عيد الغطاس احتفالًا دينيًا فقط، بل هو أيضًا مهرجان يعكس الهوية الثقافية وغنى وتنوع التقاليدف في العالم الناطق بالإسبانية.

الصور: من حساب الفايسبوك لرئيس بلدية تراسة جهة برشلونة