المغرب في حاجة لبلورة سياسة وطنية جديدة في مجال الهجرة واللجوء.
وهيبة العلمي
تعتبر هجرة مهاجري جنوب الصحراء إلى شمال القارة الإفريقية و خصوصا المغرب من أكثر المواضيع جدلا بين أوساط المغاربة بعد موضوع غلاء الأسعار، و ترجع هذه الهجرة إلى عدة أسباب كاعتبار المغرب من بين البلدان الأفضل إذا تم النظر لها من زاوية الاعلى اجر بالقارة السمراء بعد جنوب افريقيا (جنوب افريقيا 2088 دولار امريكي/ المغرب 1984دولار أمريكي)، و عدد السكان الذي يعتبر قليلا بالنسبة لباقي سكان القارة، لذلك يعتبر المغرب من أفضل الوجهات لدى المهاجرين المنحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
و هناك فئات لها دوافع وأسباب وجودها داخل التراب المغربي : فئة تعتبر المغرب أهم و أسهل معبر للقارة الأوربية من أجل الهجرة الغير شرعية، و فئة تبحث عن تحسين الوضعية المعيشية و حياة أفضل، و هذين الفئتين ينتهي بهما المطاف في الأزقة و الشوارع في إنتظار الفرصة للعبور مما يتسبب في مشاكل كثيرة مع الساكنة المغربية التي لم تتعود بعد على ظاهرة الهجرة التي تعتبر جديدة ولم يتم إستيعابها بعد، و فئة ثالثة قادمة من أجل الدراسة والعمل.
لكن تبقى فئة رغم نسبتها القليلة و التي لا تتجاوز 10٪ السبب الرئيسي لهذه الضجة و المسماة بمركز أفريقيا والتي تتبنى فكرة أن جميع الأراضي الإفريقية اراضي تابعة لهم ولأصحاب البشرة السوداء.
يبقى امام المغرب بلورة سياسة وطنية جديدة في مجال الهجرة واللجوء، تندرج في عمق التحولات الشاملة التي تعرفها بلادنا، وتعتبر تتويجا للالتزامات الدولية للمملكة في مجال حقوق الإنسان، والمبنية على مقاربة إنسانية ومسؤولة في منهجيتها، قائمة على التعاون والشراكات مع جميع الأطراف الوطنية والدولية المعنية
مع العمل على ضمان حقوق المهاجرين واللاجئين وتحسين اندماج القانونيين منهم داخل المجتمع المغربي، انسجاما مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي التزم المغرب باحترام بنودها.