كتالونيا24.
تعد قضية المهاجرين القاصرين الغير المرافقين بذويهم واحدة من القضايا الإنسانية والاجتماعية المهمة في إسبانيا، وخاصة في مدينة برشلونة. هؤلاء الأطفال والشباب يبحثون عن غد ومستقبل أفضل من أوطانهم ، لكنهم يواجهون العديد من التحديات في رحلتهم وفي محطتهم النهائية.
في إسبانيا، يحظى المهاجر القاصر الغير المرافق بحماية قانونية خاصة بموجب القانون الوطني والدولي. يتعين على السلطات تقديم الرعاية والحماية المناسبة لهم، وضمان حقوقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة التي غالبا ما توفرها مراكز إيواء القاصرين وفق برامج مخصصة لذلك تحت إشراف الحكومات الجهوية في تنسيق كامل مع الحكومة المركزية ويدعم من الإتحاد الأوروبي.
يواجه العديد من القاصرين صعوبات في الحصول على وثائق الإقامة اللازمة، خاصة أولائك الذين يجدون صعوبة في إحضار الوثائق الثبوتية من بلدانهم الأصلية مما يعقد من إمكانية حصولهم على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية في البداية.
بالرغم من وجود حق قانوني في التعليم، فإن القاصرين المهاجرين يواجهون تحديات مثل الحواجز اللغوية، والاختلافات الثقافية، ونقص الدعم الأكاديمي المناسب.
تعرض العديد من هؤلاء القاصرين لصدمات نفسية نتيجة لظروف الهجرة الصعبة، مثل العنف أو الانفصال عن الأسرة، مما يتطلب دعمًا نفسيًا متخصصًا، والذي توفره مراكز إيواء القاصرين.
تقوم منظمات غير حكومية وجمعيات محلية بالعديد من المبادرات لدعم هؤلاء القاصرين تشمل هذه المبادرات توفير المأوى، والدعم النفسي، والتعليم، والتدريب المهني. من بين هذه المنظمات بالإضافة للمراكز المخصصة لذلك نجد “كاريتاس” و”الصليب الأحمر” و”Save the Children”.
بالرغم من التحديات الكبيرة، هناك قصص نجاح ملهمة لمهاجرين قاصرين تمكنوا من تجاوز العقبات وبناء حياة جديدة في برشلونة. عبر البرامج التعليمية والتأهيلية، تمكن البعض من هؤلاء الشباب من الالتحاق بالجامعات أو الحصول على وظائف مستقرة، مما يثبت قدرة هؤلاء الشباب على التكيف والنجاح إذا ما توفرت لهم الفرص المناسبة.
يمثل المهاجرون القاصرين في برشلونة شريحة هامة تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة. إن توفير الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال والشباب لا يساهم فقط في تحسين حياتهم، بل يسهم أيضًا في بناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة.
