جريدة إلكترونية بإسبانيا

اليوم الوطني للمهاجر يوم لتقييم الحصيلة ورفع التوصيات.

أحمد العمري/ جهة برشلونة.

يحتفل المغاربة في كل عام بيوم وطني خاص بالمهاجر المغربي، والذي يصادف يوم 10 غشت. يُعتبر هذا اليوم فرصة لتكريم الجالية المغربية المقيمة في الخارج وتقدير مساهماتها المتعددة في تنمية البلاد اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.

تم الإحتفاء باليوم الوطني للمهاجر المغربي أول مرة  في عام 2003 بمبادرة من الملك محمد السادس. يهدف هذا اليوم إلى تعزيز الروابط بين المغاربة المقيمين في الخارج ووطنهم الأم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها الجالية المغربية حول العالم.

تُعد الجالية المغربية في الخارج جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمغرب. يساهم المغاربة المقيمون في الخارج بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني من خلال التحويلات المالية التي يرسلونها إلى عائلاتهم في المغرب. كما يساهمون في نشر الثقافة المغربية والتعريف بها في مختلف أنحاء العالم، مما يعزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية.

تشهد المملكة المغربية في هذا اليوم العديد من الفعاليات والاحتفالات التي تُنظمها مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية. تتضمن هذه الفعاليات ندوات ومؤتمرات تُناقش قضايا المهاجرين وحقوقهم، بالإضافة إلى تقديم الخدمات القانونية والإدارية لهم. كما تُنظم معارض ثقافية وفنية تُبرز إبداعات المغاربة في المهجر.

رغم النجاحات التي حققتها الجالية المغربية في الخارج، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، مثل التمييز والعنصرية وصعوبات الاندماج في بعض البلدان.

لكن يبقى للمغرب العمل على معالجة مجموعة من القضايا والتأكيد على مجموعة من المطالب الأساسية والضرورية:

1. تبسيط الإجراءات الإدارية: يطالب مغاربة العالم بتسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة بالوثائق الرسمية مثل جواز السفر، البطاقة الوطنية، وتسجيل العقارات، بحيث يمكنهم إنجاز هذه المعاملات بسرعة وفعالية عن بعد أو عبر السفارات والقنصليات.

2. الاستثمار في المغرب: هناك دعوات لتحفيز مغاربة العالم على الاستثمار في بلادهم عبر تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات قانونية، وضمان بيئة استثمارية مستقرة وآمنة.

3. التمثيل السياسي: يطالب مغاربة العالم بتمثيل سياسي أكبر في المؤسسات المغربية، بما في ذلك إمكانية التصويت في الانتخابات المحلية والوطنية، خاصة تفعيل قاعدة المعاملة بالمثل في الإنتخابات البلدية.

4. تحسين الخدمات القنصلية: يشتكي العديد من مغاربة العالم من ضعف الخدمات القنصلية، وبالتالي يطالبون بتحسين جودة الخدمات وتوفير المزيد من الدعم القانوني والاجتماعي لهم في الخارج.

5. التعليم والثقافة: تأكيد على ضرورة تعزيز البرامج الثقافية والتعليمية التي تستهدف أبناء الجالية المغربية في الخارج، بما في ذلك تعليم اللغة العربية وتعزيز الهوية المغربية.

6. الحماية الاجتماعية والقانونية: المطالبة بتوفير حماية اجتماعية أكبر لمغاربة العالم، خاصة للذين يعملون في ظروف صعبة، وضمان حقوقهم القانونية في البلدان المضيفة.

هذه المطالب تعكس الرغبة في تعزيز التواصل بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، وضمان استدامة العلاقة بينهم وبين المغرب، ويظل اليوم الوطني للمهاجر المغربي مناسبة مهمة لتأكيد أهمية الجالية المغربية في الخارج ودورها في التنمية الوطنية. وهو يعكس التزام المغرب بالاهتمام بأبنائه في المهجر وتقدير جهودهم وإسهاماتهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد إذا ما تم العمل على تحقيق لمطالب اليدسالفة بجدية ومسؤولية.

 

تعليقات