شباب شيوخ ونساء وحتى قاصرين يحاولون العبور إلى الضفة الأخرى ، اين يكمن الخلل ؟؟؟؟؟؟
إسبانيا / يوسف بوسلامتي .
لم يمض سوى شهرا واحدا على فاجعة سيدي رحال ، حيث لفظ البحر جثة طفل لا يتعدى عمره 6 سنوات، كان قد غرق في فاجعة انقلاب قارب تقليدي ، ليلتحق بوالدته على مستوى الهواورة بشاطئ سيدي رحال إقليم برشيد ، بعدما كان على متنه ما يفوق 40 مرشحا ومرشحة للهجرة غير النظامية، وهو ما خلف عدة قتلى ينحدرون من مدن مختلفة بالمغرب، كالمحمدية والعرائش والقنيطرة والدار البيضاء، ودول جنوب الصحراء، وقد انطلق القارب التقليدي من دوار المهارزة بالجماعة الترابية البئر الجديد، إقليم الجديدة، متجهين نحو إسبانيا ، إلا أن الماء تسرب إليه ووقعت الفاجعة.
وقد شهدت مؤخرا المنطقة الحدودية بين مدينة الفنيدق الساحلية في المغرب ومدينة سبتة في الأراضي الإسبانية استنفارا أمنيا بعدما حاول مئات المهاجرين السباحة من المغرب لإسبانيا لتقديم اللجوء ،وأفادت وسائل إعلامية إسبانية أن السلطات رحلت في أقل من 24 ساعة 500 مهاجر إلى المغرب ، دخلوا أراضيها بشكل غير قانوني، واعترضت أكثر من 50 مرشحا للهجرة على الحدود الجنوبية لسبتة المحتلة. صحيفة “ذي أوبجيكتيف” كتبت أن مدريد نشرت بمدينة سبتة المحتلة وعلى طول سواحلها ، أفراد أمن طوال الليل، لاعتراض المهاجرين، الذين حاولوا الدخول بشكل غير قانوني ،
و أضافت أنه وبعد تلقيهم الرعاية من أفراد الصليب الأحمر، تم تسليم البالغين إلى المغرب ، كما أشارت الصحيفة أن مدينة سبتة تواجه ضغطا كبيرا في الفترة الأخيرة ، ما يدفع الإسبان لتعزيز الجهاز الأمني والتنسيق مع قوات الحرس المدني على البر والبحر، والعمل وفق دوريات مستمرة، وباستعمال كاميرات ووسائل مائية متطورة، بشكل مستمر، لمنع تكرار محاولات العبور بالسباحة ، في ما أكد رئيس سبتة المحتلة ” خوان فيفاس” على الحاجة إلى استجابة منسقة وفعالة تشمل حكومة إسبانيا والمؤسسات الأوروبية ، لان تعقيد الهجرة في هذه المدينة لا يتطلب فقط تدابير للتحكم في الحدود ، ولكن أيضًا استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي وتقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفًا ، وكذا لفت إلى أن الوضع في منطقة تراخال تحت المراقبة المستمرة في ظل المحاولات المستمرة للعبور ، وسط تزايد القلق بشأن التداعيات الإنسانية والأمنية التي يمثلها تدفق المهاجرين على المدينة .
خوان فيفاس كشف أنه تم منع دخول ما بين 300 و350 شخصًا إلى مدينة سبتة بفضل الجهود المشتركة لقوات الأمن وبتعاون مع السلطات المغربية .
اعترف رئيس سبتة المحتلة أن القدرة الاستيعابية للمدينة في ارتفاع كبير ، حيث تم استقبال مابين 150 و 475 قاصرا مابين يناير الماضي إلى اليوم ، مؤكدا أنه أصبح من الضروري إعادة طلب المساعدة والإغاثة معتبرا أن المدينة لا تستطيع إدارة الأزمة لوحدها .
** وفي اتصال بالمناضل الحقوقي عبد النور الذي صرح للجريدة : من خلال هذه الوقائع والأرقام المخيفة لا يسعنا إلا أن ندق ناقوس الخطر ، إذ يجب إعادة ثقة المواطن بوطنه وذلك بمحاربة المفسدين وناهبي ثروات وخيرات البلاد الذين أحبطوا المواطن الذي كان يحلم بمستقبل زاهر ليعم الخير والنماء على البلاد و العباد و يعيش عيشا كريما الذي يحلم به كل مغربي ومغربية ، مع انهم فقدوا الثقة في المسؤولين وبقيت ثقتهم في ملك البلاد فقط والدليل انهم يستنجدون به في كل كبيرة وصغيرة .
“حرية،كرامة، عدالة اجتماعية”
**أما السيد عبد العزيز بوهدون المنسق الوطني للمنظمة المغربية لمحاربة الرشوة وحماية المال العام ورئيس مكتبها الجهوي بجهة فاس مكناس فقد صرح : إن الهجرة الجماعية للشباب والنساء من المغرب أصبحت ظاهرة مقلقة تستدعي اهتمامًا عاجلاً من جميع الجهات المعنية، أما الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى مغادرة وطنهم متعددة ومعقدة، وتشمل البطالة، والفقر، وانعدام فرص الشغل ، بالإضافة إلى التحديات الاجتماعية والثقافية.
نحن في المجتمع المدني نؤكد على ضرورة تبني سياسات شاملة ومستدامة لمعالجة جذور هذه الظاهرة التي يجب أن تتضمن سياسات تحسين جودة التعليم ، توفير فرص الشغل ، تعزيز مبدئ حقوق الإنسان، وضمان المساواة بين الجنسين. كما ندعو إلى تعزيز الحوار بين الحكومة والمجتمع المدني لإيجاد حلول فعالة ومستدامة.
كما أننا نؤمن بأن الشباب والنساء هم عماد المستقبل، وأنه من واجبنا جميعًا العمل على خلق بيئة تمكنهم من تحقيق طموحاتهم داخل وطنهم.
إن الهجرة ليست حلاً، بل هي نتيجة لظروف قاسية يجب علينا جميعًا العمل على تغييرها.
وفي ختام هذا المقال نستشهد بمثل مغربي متداول يقول : حتى قط متيهرب من دار العرس ، فإن المرأة لو وجدت في بيت زوجها ما تحتاجه ، و تطلبه ، و تسعد به لما نشزت، ولو وجد الإبن في بيت أبيه ما يبتغيه ، و يرضيه لما نفر ، والمواطن إن وجد في وطنه ما يريده لما غامر بحياته وحياة أبنائه في البحر ، فمثل هؤلاء كمثل القط في دار العرس ، فهو لا يهرب منه لأنه يجد فيه ما يبتغيه و يلبي احتياجاته .
يكفي قليل من التأمل في هذا المثل العامي من طرف المسؤولين الغيورين على هذا الوطن الجريح .