جريدة إلكترونية بإسبانيا

رئيس الإتحاد الزموري للخميسات حسن الفيلالي يقضي على آمال محبي الفريق في التغيير وإنقاذ الفريق.

أحمد العمري/ جهة برشلونة.

تعتبر قصة الاتحاد الزموري للخميسات واحدة من تلك القصص التي تجسد خيبة أمل جماهير كرة القدم، عندما يتم تسييس اللعبة وتحويل الأندية الرياضية إلى رهائن في أيدي مجموعات ذات مصالح شخصية. كانت نقطة التحول الرئيسية في تاريخ النادي عندما أطاحت “الحركة التصحيحية” بالرئيس السابق محمد الكرتيلي وسلمت زمام الأمور لحسن الفلالي، وهو شخص من خارج المدينة ولا ينتمي إلى جذور النادي وتاريخه.

محمد الكرتيلي، الذي كان يعتبر رمزًا للإدارة المحلية التي تعرف خصوصيات النادي وتعمل من أجل رفع مستواه، أزيح عن منصبه تحت ضغط قوى من الحركة التصحيحية، وسرعان ما وجدت جماهير الاتحاد الزموري أنفسها أمام واقع جديد يتمثل في إدارة جديدة لا تملك أي مشروع رياضي حقيقي، بل تسعى فقط لتحقيق مكاسب شخصية على حساب النادي.

منذ أن تولى حسن الفلالي رئاسة النادي، تدهورت حالة الفريق بشكل ملحوظ. حيث تراجع الاتحاد الزموري للخميسات تدريجياً حتى غرق في أقسام الهواة، وهي مستويات لم يعتد النادي اللعب فيها منذ تأسيسه. ورغم الانتقادات العديدة التي واجهتها إدارة الفلالي، إلا أنه كان يظهر بين الحين والآخر ليعلن عن نيته الاستقالة، في خطوة تبدو وكأنها تكتيك لإسكات الأصوات المعارضة مؤقتاً، لكنه سرعان ما كان يعود للبقاء في منصبه محاطاً بمجموعة من الموالين الذين يساعدونه في بسط نفوذه على النادي.

هذا التمسك الشديد بالنادي من قبل الفلالي وعصابته لم يكن سوى انعكاس لرغبة في الانتقام من أبناء مدينة الخميسات. فالفلالي، الذي لا يملك أي مشروع رياضي حقيقي، بدا وكأنه يسعى لتدمير ما تبقى من إرث النادي العريق، في محاولة لكسر إرادة الجماهير التي طالما رفضت استسلام ناديها لهذا الواقع.
أبناء الخميسات، الذين لطالما حلموا برؤية فريقهم يعود لأمجاده، وجدوا أنفسهم في مواجهة إدارة لا تهتم سوى بالبقاء في السلطة، حتى وإن كان ذلك على حساب مستقبل النادي. حسن الفلالي لم يقدم أي خطة واضحة للنهوض بالفريق، ولم يظهر أي اهتمام بتطوير البنية التحتية أو الاستثمار في المواهب المحلية. بل على العكس، كان كل موسم يمرّ والنادي يتراجع أكثر فأكثر، فيما يواصل الفلالي إحكام قبضته على الإدارة.

هذا التمسك المستمر بالنادي من قبل حسن الفلالي وعصابته أثار غضب جماهير وأبناء مدينة الخميسات، الذين شعروا بأن ناديهم أصبح رهينة لأجندات لا علاقة لها بمصلحة الفريق. فما كان حسن الفلالي ليبقى في منصبه لو لم يجد الدعم من خارج المدينة، ومن قوى لا تهتم بتطوير الرياضة بقدر ما تهتم بالسيطرة على موارد النادي واستخدامه كوسيلة لتحقيق مكاسب شخصية.

وبينما تعيش جماهير الاتحاد الزموري للخميسات على ذكريات المجد وأيام العز التي عاشها الفريق في السابق، يجد الفريق نفسه اليوم بلا رؤية واضحة ولا خطة للعودة إلى أمجاده. فإدارة حسن الفلالي لا تملك مشروعًا رياضيًا يعيد للفريق بريقه، بل تستمر في الإضرار بمصالح النادي وكأنها في مهمة انتقامية من أبناء مدينة الخميسات الذين طالما عشقوا هذا الفريق ودعموه.

الجمع العام لنادي الاتحاد الزموري للخميسات خلق حدثاً مثيراً للجدل عندما حضر حسن الفيلالي، رئيس النادي، برفقة مجموعة من الأشخاص الذين وصفهم البعض بـ”العصابة”، في محاولة لمواصلة السيطرة على النادي واستمرار الهيمنة على قراراته.

وفي ختام الجمع العام، وبعد أن نجح الفيلالي في فرض إرادته، وقع في خطأ بروتوكولي يُعتبر جسيماً في السياق المغربي، حيث نسي قراءة برقية الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يُعتبر تقديم هذه البرقية جزءاً مهماً من مراسم الاجتماعات الرسمية، كتعبير عن الولاء والاحترام للعرش العلوي. بعد أن نُبه إلى هذا الخطأ، اضطر الفيلالي للعودة وتدارك الموقف بأمره بقراءة البرقية، مما أثار موجة من الانتقادات والاستهجان.

ملك البلاد يحتاج لقيادات تعمل بجد للنهوض بالرياضة في المدن والأقاليم وكذا وجود قيادات رياضية ملتزمة بتوجيهات الملك محمد السادس وتوصياته في الصخيرات، والتي دعت إلى إصلاح شامل للمنظومة الرياضية في المغرب. فالملك يحتاج إلى رجال ونساء يعملون بصدق وإخلاص لتحقيق النهوض بالرياضة، بعيداً عن التصرفات الانتهازية التي تعيق التقدم وتضر بمصلحة الرياضة الوطنية، وليس لمن يحرروم برقيات النفاق والخداع تتلى في نهاية كل جمع عام.

يمكن القول إن ما حدث في الجمع العام للاتحاد الزموري للخميسات هو مؤشر على التحديات الكبيرة التي تواجهها الرياضة المغربية، والحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية تعيد الثقة للجمهور وتضمن تطويراً حقيقياً للرياضة بعيداً عن المصالح الشخصية والتملق للسلطة.

تعليقات