جريدة إلكترونية بإسبانيا

تدوينة حكيم زياش واللغط في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

أحمد العمري/ جهة برشلونة.

أثارت تدوينة نجم كرة القدم المغربي حكيم زياش حول انتقاده للحكومة المغربية بسبب دعمها للكيان الصهيوني، ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. في هذه التدوينة، عبّر زياش عن رفضه للموقف الرسمي للمغرب فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، حيث اتهم الحكومة بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجازر ضد الشعب الفلسطيني. وقد أحدثت هذه التدوينة انقسامًا حادًا في ردود الفعل سواء بين الجمهور الرياضي أو النشطاء الاجتماعيين والسياسيين.

في تدوينته، عبّر زياش بشكل صريح عن رفضه للعلاقات المغربية الإسرائيلية، منتقدًا الدعم الرسمي الذي يُظهره المغرب للحكومة الإسرائيلية في ظل تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية. واعتبر زياش أن استمرار هذه العلاقات في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات يشكل خيانة للقيم الإنسانية والدينية المشتركة بين الشعبين المغربي والفلسطيني. وأثارت هذه التدوينة تعاطفًا كبيرًا من قبل فئات عريضة من المجتمع المغربي المعروف تاريخيًا بدعمه للقضية الفلسطينية.

ومع ذلك، كانت هناك ردود فعل متباينة. البعض عبر عن دعمه الكامل لموقف زياش، مشيرين إلى أن موقفه يمثل ضمير الشارع المغربي الذي طالما اعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية. آخرون أشادوا بشجاعته في التعبير عن موقفه رغم مكانته كلاعب عالمي، حيث من المعروف أن الشخصيات العامة غالبًا ما تتجنب الخوض في قضايا سياسية معقدة.

في المقابل، تعرض زياش لانتقادات من بعض الجهات التي رأت أن تدخله في هذا الموضوع قد يسبب إرباكًا على المستوى الدبلوماسي أو يسيء للعلاقات بين المغرب ودول أخرى. هناك من رأى أن مثل هذه التصريحات من شخصيات عامة قد تؤدي إلى تأجيج التوترات داخل المغرب في وقت يحاول فيه البلد الموازنة بين التزاماته الدولية والقضايا الداخلية.

أخذت التدوينة حيزًا واسعًا من النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اشتعلت النقاشات بين مؤيدين ومعارضين. العديد من النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان دعموا موقف زياش، وأشادوا بجرأته في الحديث عن موضوع حساس مثل العلاقة مع إسرائيل، في حين انتقده البعض الآخر بدعوى أن شخصيات رياضية بهذا الحجم يجب أن تلتزم بالحياد وأن تركز على مسيرتها الرياضية دون التورط في قضايا سياسية.

في وسائل الإعلام التقليدية، انقسمت التغطيات بين وسائل إعلام محلية تنتقد التدخلات السياسية لشخصيات رياضية وبين صحف ومواقع أخرى تشيد بموقف زياش الذي يُعتبر تعبيرًا عن رأي قطاع واسع من الشعب المغربي. البعض تناول التدوينة كنوع من “التورط في السياسة”، فيما رأى آخرون أنها تعبير حر ومشروع عن موقف سياسي وإنساني.

الضغط الذي تعرض له حكيم زياش بسبب هذه التدوينة يعكس تحديات أكبر تتعلق بحساسية العلاقة بين المغرب وإسرائيل، والتي جاءت ضمن سياق تطبيع العلاقات بين البلدين بعد اتفاقيات “أبراهام”. هذا التطبيع أثار ردود فعل متباينة في المغرب، حيث يعبر جزء كبير من المغاربة عن تضامنهم التاريخي مع القضية الفلسطينية ويرون في هذه العلاقات خروجًا عن المبادئ التي يتبناها المغرب على مر العقود. وعلى الرغم من أن الحكومة المغربية تبرر هذه العلاقات بمصالح استراتيجية،

 

تعليقات