جريدة إلكترونية بإسبانيا

الحزب الشعبي طلب سحب دعوة مشاركة الدار البيضاء المغربية كضيف في إحتفالات ” لا مرسي La Merce” ببرشلونة.

أحمد العمري/برشلونة.

يُعد عيد “لا ميرسي La Merce” أحد أهم الاحتفالات في برشلونة، حيث يُقام سنويًا تكريمًا للعذراء “مرسي”، شفيعة المدينة. يتم تنظيم هذا الحدث في نهاية شهر شتنبر، ويحوّل المدينة إلى مسرح ثقافي كبير مع العديد من الأنشطة المجانية، بما في ذلك الموسيقى، والرقص، والمسرح، وفنون الشارع، وعروض السينما، والعديد من الفعاليات الفنية والشعبية الأخرى.

واحدة من أبرز سمات عيد “لا ميرسي” هي اختيار مدينة ضيفة، تتغير كل عام، لتساهم في الاحتفال بثقافتها وتقاليدها. في عام 2024، تم اختيار مدينة الدار البيضاء المغربية لتكون المدينة الضيفة، مما يضيف لمسة خاصة من التبادل الثقافي بين المغرب وبرشلونة.

تسعى دعوة  الدار البيضاء إلى La Mercè 2024 ، بالإضافة إلى إظهار الثراء الفني للمدينة المغربية ، لتعزيز تكامل المجتمع المغربي في برشلونة. كما أكد ذلك مستشار الثقافة والصناعات الإبداعية ، كزافييه مارسيه ، فإن هذا التبادل الثقافي هو “هدية” تسمح للمدينة “بزيادة تكامل المجتمع المغربي في برشلونة” ، مما يعزز الإندماج الفني والاجتماعي بين الثقافتين.

تُعرف الدار البيضاء بثقافتها الغنية وأهميتها التاريخية، وستساهم في عيد لا مرسى بمجموعة من الفعاليات التي تعكس تنوعها الفني وحياتها الثقافية النابضة. خلال أيام العيد، تابع الجمهور في برشلونة عروض موسيقية مغربية تقليدية، وعروض رقص، ومعارض فنية، وعروض سينمائية وغيرها من الفعاليات الثقافية القادمة من الدار البيضاء. من عرف الحفل حضور قوي في ساحات برشلونة لموسيقى “الشعبي” و”الڭناوة”، وهما نوعان من الموسيقى الشهيرة في المغرب،

علاوة على ذلك، توفر هذه الشراكة فرصة لاستكشاف الروابط التاريخية والتشابهات بين برشلونة والدار البيضاء، وهما مدينتان ساحليتان شكلتا عبر التاريخ نقاط التقاء للعديد من الثقافات.

امتلأت أيضا ساحات وشوارع برشلونة بالعروض المسرحية والفنون البهلوانية التي يقدمها فنانون محليون ودوليون.

اختتام عيد “لا مرسي” كل عام بعرض مدهش من الألعاب النارية المتزامنة مع الموسيقى، والذي يُضيء المدينة من شارع الملكة ماريا كريستينا.

تقدم مجموعة متنوعة من الأنواع الموسيقية، من الروك والبوب إلى الموسيقى التقليدية، على مسارح موزعة في جميع أنحاء المدينة. وبمشاركة الدار البيضاء كمدينة ضيفة، كانت حفلات لفنانين مغاربة.

لا يمكن أن تخلو الاحتفالات من تقاليد كاتالونيا مثل “كاستيلرز” (الأبراج البشرية) و”كوريفوك”، حيث يخرج الشياطين والتنانين التي تنفث النار في الشوارع على إيقاع الطبول.

إن التعاون مع الدار البيضاء في نسخة 2024 سيكون فرصة فريدة للاحتفاء بالتنوع والروابط الثقافية المتبادلة، مما يعكس الطابع العالمي والمنفتح لمدينة برشلونة.

ومع ذلك، فإن زعيم الحزب الشعبي PP بجهة برشلونة و عضو مجلس المدينة داني سيريرا، لا يرى في دعوة الدار البيضاء بنفس الطريقة. وسبق أن طلب من عمدة المدينة جاومي كولبوني، برسالة، سحب الدعوة لحضور احتفالات “لا ميرسي” لمدينة الدار البيضاء لأنها مدينة لبلد “لا يتم احترام حقوق الإنسان هناك”.

وأضاف زعيم الحزب السعبي،  إلى أن “كولبوني نفسه لا يمكن أن يكون عمدة لمدينة بسبب ميولاته الجنسية إشارة إليه كمثلي)،  وأضاف: “المدينة (الدار البيضاء) التي تعاقب المثليين بالسجن لمدة تصل إلى 4 سنوات لا ينبغي أن تكون المدينة المدعوة لحضور مهرجاناتنا الكبرى”.

تعليقات