مهزلة إدعاء القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة تنظيم مهرجان لا ميرسي La Mercé “صورة للبلاغ”.
أحمد العمري/ برشلونة.
تعد القنصلية العامة للمملكة المغربية في برشلونة واجهة دبلوماسية وثقافية للمغرب في إسبانيا، ومن المتوقع أن تكون منصبًا للتواصل الحضاري والترويج للثقافة المغربية بشكل فعال. ومع ذلك، يتضح أن هناك ضعفًا كبيرًا في التخطيط والتنفيذ في بعض المناسبات التي تتعلق بالترويج للثقافة المغربية، كما يتجلى في آخر مهزلة لها المتعلقة بمهرجان “لا ميرسي” السنوي ببرشلونة.
مهرجان “لا ميرسي” هو مهرجان تقليدي تنظمه مدينة برشلونة كل سنة، ويشمل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تميز المدينة. هذا العام، تم اختيار مدينة الدار البيضاء كضيفة شرف للمهرجان، حيث جاءت مشاركة الدار البيضاء لتقديم جوانبها الفنية المتنوعة التي تبرز الموسيقى، والفنون، والثقافة المغربية الغنية. وقد شارك في المهرجان وفد من المسؤولين وممثلين عن العمدة، في محاولة لإبراز الجوانب الثقافية والفنية التي تميز المدينة على المستوى الدولي.
ولكن، بدلاً من تقديم دعم حقيقي أو مشاركة فعالة تعزز صورة المغرب في هذا الحدث المهم، قامت القنصلية العامة بإصدار إعلان مهزلة يبرز الجهل بهذه المناسبة “المهرجان”، ويُظهر عدم فهمها لطبيعة الحدث. أسوأ من ذلك وإدعت في بلاغ لها انها تنظم “مهرجان لاميرسي” فيما المهرجان يعود تنظيمه لبلدية برشلونة، ولسد الفراغ في وضعف مشاركة مدينة الدار البيضاء استعانت القنصلية بموسيقيين من العلب الليلية الذين لا يمثلون جوهر الموسيقى المغربية الأصيلة، بل كانوا بعيدين تمامًا عن السياق الثقافي والفني المناسب لهذه المناسبة. هذا الخيار الفاشل يعكس بوضوح غياب استراتيجية فعالة أو كفاءة في التعامل مع مثل هذه الأحداث، مما أدى إلى نتيجة كارثية تُسيء لصورة القنصلية والمغرب في عيون المشاركين والجمهور.
يمثل مهرجان “لا ميرسي” فرصة ذهبية للترويج للثقافة المغربية، وكان من الممكن استغلاله لإبراز التراث المغربي الغني والمتنوع. ومع ذلك، يظهر أن القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة فشلت في القيام بهذا الدور، مما يدعو للتساؤل حول مدى قدرتها على دعم مثل هذه الفعاليات في المستقبل، بدل الإدعاء بالتنظيم بجهل تام، والتعامل مع مسؤولياتها بالشكل الذي يليق بمكانة المغرب دولياً.
تجدر الإشارة إلى أن عيد “لا ميرسي La Merce” أحد أهم الاحتفالات في برشلونة، حيث يُقام سنويًا تكريمًا للعذراء “مرسي”، شفيعة المدينة. يتم تنظيم هذا الحدث في نهاية شهر شتنبر، ويحوّل المدينة إلى مسرح ثقافي كبير مع العديد من الأنشطة المجانية، بما في ذلك الموسيقى، والرقص، والمسرح، وفنون الشارع، وعروض السينما، والعديد من الفعاليات الفنية والشعبية الأخرى.
واحدة من أبرز سمات عيد “لا ميرسي” هي اختيار مدينة ضيفة، تتغير كل عام، لتساهم في الاحتفال بثقافتها وتقاليدها. في عام 2024، تم اختيار مدينة الدار البيضاء المغربية لتكون المدينة الضيفة، مما يضيف لمسة خاصة من التبادل الثقافي بين المغرب