جريدة إلكترونية بإسبانيا

مهاجرة مغربية بجهة برشلونة “تم النصب علي من طرف مجموعة الخير على ما يزيد من 70 ألف أورو”.

ضحايا مجموعة الخير: قصة احتيال كبرى في كتالونيا.

أحمد العمري/برشلونة.

في أكتوبر 2023، وجدت “سيدة م.س” نفسها متورطة في ما أصبح يُعرف لاحقًا بقضية “مجموعة الخير”، التي استهدفت العديد من الأفراد في كتالونيا والمغرب. بدأت السيدة م.س مشاركتها بدفع أول دفعة قدرها 180 يورو مع شرط تسجيل شخصين جدد من طرفها. استمرت بدفع نفس المبلغ شهريًا مع إضافة شخصين جدد. بعد مرور ستة أشهر، حصلت على أول دفعة من العائدات التي بلغت 1000 يورو. على الرغم من استمرارها في الدفع، كان نصيبها الثابت دائمًا 1000 يورو كل شهر، وكانت لا تتسلم المبلغ “1000 أورو” بل تضيفه كدفعة طمعا في الحصول على مقابل مضاعف.

السيدة م.س، مثل العديد من الضحايا الآخرين، لم تقم بسحب أرباحها بل فضلت إضافتها إلى حسابها لتزيد من فرص استفادتها، طامحة لجمع جميع المبالغ بحلول عطلة الصيف. كانت تعتقد أنها ستجني المزيد من الأموال، لكنها أدركت لاحقًا أنها كانت تقع في فخ احتيالي معقد.

في تصريح حصري للسيدة م.س لموقع “كتالونيا24″، حيث سردت قصتها قائلة: “كما تعلم، من يقضي على الطماع الكذاب”. وأشارت إلى أنها قامت بتسجيل شكوى قانونية بالمغرب بتوكيل أختها الترافع عنها وهي بنفسها ضحية “الأخت، لأنها إلتزاماتها العملية تحول بينها وبين الحضور، الشكاية تستهدف رئيسة المجموعة، المديرة، والإداريات اللواتي كن بمثابة الوسيطات في المغرب.

بحسب السيدة م.س، فإن مجموع الأموال التي تم النصب فيها علي رفقة عائلتي هنا ببرشلونة تجاوزت سبعون ألف أورو.

تجدر الإشارة إلى أن “مجموعة الخير” كانت تروج لنفسها كنوع من الاستثمار التعاوني أو نظام الدخل المتبادل، حيث يتم تجميع الأموال من الأعضاء الجدد لتوزيعها على الأعضاء السابقين. هذا النموذج غالبًا ما يُعرف بـ “نظام الهرم” أو “Ponzi scheme”، والذي يعتمد على استقطاب مستمر لأشخاص جدد لتمويل الدفعات لأعضاء سابقين، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام عند توقف تدفق الأعضاء الجدد.

أشارت السيدة م.س في تصريحاتها إلى أن الوسيطات اللواتي كن يتواصلن مع الضحايا في المغرب كن يلعبن دورًا محوريًا في عملية الإقناع وإدارة الأموال. استُخدم هذا الهيكل المعقد لتغطية حقيقة أن الأموال التي كانت تُجمع من الضحايا لم تكن تُستثمر في أي مشروع فعلي، بل كانت تُستخدم لدفع العائدات لأعضاء سابقين، مما جعل النظام يبدو وكأنه مربح وشرعي.

العديد من الضحايا، مثل السيدة م.س، اكتشفوا الحقيقة بعد فوات الأوان. الدفعات التي كانوا يتوقعون الحصول عليها توقفت فجأة، وانهار النظام مع استنفاد الأموال. وإعتقال من كن يعرفن بالرئيسة والمديرة وبعض “الادمينات” اللواتي كن يدرن مجموعات الوات ساب، بعد أن اكتشف الضحايا حقيقة ما حدث، قدم العديد منهم شكاوى قانونية في محاولة لاسترداد أموالهم، ولكن الطريق القانوني لا يزال طويلاً ومعقدًا.

التحقيقات في هذه القضية لا تزال مستمرة، ويعمل المحامون على تقديم الأدلة ضد الرئيسة والمديرة والوسطاء الذين قاموا بتنفيذ هذا الاحتيال. من المتوقع أن تكون هذه القضية إحدى أكبر قضايا الاحتيال في المغرب وكتالونيا وبباقي الدول في السنوات الأخيرة، وتسلط الضوء على خطورة الأنظمة الهرمية وكيف يمكنها إلحاق الضرر بالمجتمعات.

قضية “مجموعة الخير” تعد تحذيرًا من الأنظمة التي تعد بعائدات مالية ضخمة مقابل استثمارات بسيطة، وخاصة تلك التي تعتمد على تسجيل أعضاء جدد. الضحايا مثل السيدة م.س يعيشون الآن مع آثار هذه التجربة المؤلمة، حيث يعبرون عن إحباطهم من الثقة التي وضعت في أيدي محتالين، آملين في استرجاع أموالهم وتحقيق العدالة.

 

تعليقات