جريدة إلكترونية بإسبانيا

عندما يختار رئيس الجمعية الإسلامية بدر بتراسة الهجوم بدلاً من التوضيح: هل هذا هو مستوى الحوار؟

كتالونيا24.

نشرت جريدة كتالونيا24 مقالًا بعنوان “انتشار البق في مسجد تراسة بجهة برشلونة: سلوكيات خاطئة وتداعياتها على المجتمع المحلي”، وذلك لتسليط الضوء على مشكلة حقيقية تؤثر على مرتادي المسجد والمجتمع المحلي. المقال كان يهدف إلى توجيه الأنظار نحو تصحيح الأخطاء وتحسين الأوضاع الصحية في المكان.

https://catalunya24.net/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a8%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d8%a8%d8%b1%d8%b4%d9%84%d9%88%d9%86%d8%a9/

لكن، بدلًا من الرد بشكل مهني، تلقينا اتصالًا من رئيس الجمعية الإسلامية بدر بتراسة مليء بالاتهامات والتشكيك في مهنية الجريدة، واصفًا ما نشرناه بالكذب دون أن يتمكن من نفي المعلومات الواردة في المقال حول وجود البق أو الرائحة الكريهة المنبعثة من المراحيض.

لقد طالبناه ببيان توضيحي، وأبدينا استعدادنا لنشره بكل حيادية، ولكن بدلًا من ذلك استمر في الهجوم وتوجيه الاتهامات المتكررة، دون تقديم أي توضيح مقنع أو دليل ينفي ما تم نشره.

نود أن نذكر رئيس الجمعية أن الصحافة الحرة تلعب دورها في تسليط الضوء على المشكلات بهدف اقتراح الحلول، وليس الهدف التشويه أو الإساءة. وما حدث يعكس جانبًا مؤسفًا في تعامل بعض المسؤولين، سواء كانوا رؤساء جمعيات أو دبلوماسيين، حيث يُنتظر من الجميع أن يكونوا طبالين لإرضائهم، وإلا فالنقد غير مقبول.

الرد الصادر عن رئيس الجمعية. بدلاً من اتخاذ موقف توضيحي وتقديم التفسير المناسب أو اتخاذ خطوات لحل المشكلة، اختار رئيس الجمعية أسلوب الهجوم الشخصي والانتقاد الحاد على من كتب أو نقل الخبر، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستوى الحوار وأسلوب الاتصال بين المؤسسات والمجتمع.

عندما تواجه مؤسسة اجتماعية أو دينية انتقادات أو ملاحظات، من المتوقع أن تكون ردودها قائمة على الشفافية والاحترافية. فالهدف الأساسي لأي مؤسسة هو خدمة المجتمع وتعزيز ثقة الأفراد بها، وليس الانجرار إلى معارك كلامية أو استخدام أساليب التهجم والإهانة. الرد غير المحترم والعدائي من قبل رئيس الجمعية لا يعكس فقط ضعف في إدارة الأزمات، بل يضعف من مصداقية المؤسسة أمام جمهورها.

من جهة أخرى، إن الأسلوب العدواني في الرد يعكس ضعفاً في القدرة على التواصل الحضاري. يجب أن يكون النقاش المفتوح والمبني على الاحترام المتبادل هو القاعدة الأساسية في مثل هذه الحالات، حيث أن النقد أو نشر الأخبار لا يعني بالضرورة محاولة الإساءة. بل، يمكن النظر إلى ذلك كفرصة لتحسين الأوضاع أو توضيح المواقف.

في الواقع، المؤسسات التي تتبنى أسلوب الشفافية والتواصل الإيجابي، غالباً ما تكسب تعاطف الجمهور وتحقق ثقة أكبر. فعندما يتم التعامل مع النقد بأسلوب عقلاني وشفاف، يصبح الجمهور أكثر استعداداً لتفهم الظروف الحقيقية والتعاون مع المؤسسة لحل المشكلة، بدلاً من تصعيد الموقف.

إجمالاً، السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح هو: إلى أي مدى نريد أن نرتقي بأسلوب الحوار؟ الرد العدائي والهجومي لا يبني جسوراً من الثقة والتفاهم، بل يزيد من الفجوة بين المؤسسة والمجتمع.

نحن مستمرون في ممارسة دورنا في الانتقاد البناء وتقديم الحلول، ونؤكد أن الأبواب لا تزال مفتوحة لرئيس الجمعية لتقديم رد واضح وشافٍ بعيدًا عن الاتهامات والتجريح.

 

تعليقات