جدل واسع حول احتفالات رأس السنة، المحامون المسيحيون يقاضون المنشطة لالاشوس ومدير القناة الأولى RTVE الإسبانية وسط نجاح جماهيري كبير”
كتالونيا24.
تقدمت منظمة “المحامون المسيحيون” بشكوى ضد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE)، خوسيه بابلو لوبيز، والمقدمة لورا يوستريس، المعروفة باسم “لالاشوس”، بتهمة ارتكاب جرائم كراهية والإساءة للمشاعر الدينية.
تعود القضية إلى البث المباشر لاحتفالات رأس السنة على القناة الأولى الإسبانية (La 1)، حيث عرضت “لالاشوس” صورة جمعت بين صورة “القلب المقدس ليسوع” ورأس “البقرة” من برنامج “جراند بريكس”.
اعتبرت المنظمة أن هذا العمل يمثل سخرية واحتقارًا للرموز المسيحية، واصفةً إياه بأنه “إهانة وازدراء وانتهاك” للمشاعر الدينية للمؤمنين.
كما أعربت الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية، عبر رئيسها المونسنيور لويس أرجويّو، عن استيائها، واصفةً الحادثة بأنها “سخرية” من رمز مقدس لدى المسيحيين.
في المقابل، دافعت شخصيات عامة مثل بلين إستيبان عن “لالاشوس”، مؤكدةً أنها لم تشعر بالإهانة من الصورة، وانتقدت الأشخاص الذين أطلقوا إهانات ضد المقدمة.
أثارت القضية جدلاً واسعًا في المجتمع الإسباني حول حدود حرية التعبير واحترام المعتقدات الدينية. بينما يرى البعض أن ما قامت به “لالاشوس” كان تعبيرًا فكاهيًا دون نية للإساءة، يرى آخرون أنه تصرف يفتقر إلى الاحترام تجاه الرموز الدينية.
من جانبه، أشار الكاتب رافائيل ناربونا إلى أن ألاسكا وماريو فاكييريزو قدما في عام 2012 محاكاة ساخرة مشابهة دون أن تثير نفس الغضب، مشيرًا إلى أن الجدل الحالي قد يكون مرتبطًا باستراتيجيات سياسية تهدف إلى خلق توتر.
هذا الحادث أعاد النقاش حول حماية المشاعر الدينية في مواجهة حرية التعبير في إسبانيا، مما أبرز الاختلافات في الحساسيات المتعلقة بالرموز الدينية في الإعلام العام.
تجدر الإشارة إلى أن المذيعة لورا يوستريس، المعروفة بلقب “لالاشوس”، قدمت احتفالات رأس السنة على القناة الأولى الإسبانية (La 1) لأول مرة هذا العام، برفقة المذيع الشهير David Broncano مقدم برنامج Revuelta. جاء اختيارهما بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج لاريبويلتا، والذي يتربع حاليًا على عرش البرامج الأكثر مشاهدة في إسبانيا.
لالاشوس، التي اشتهرت بأسلوبها الفكاهي وظهورها الملفت، تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث الكبير الذي يعتبر من أهم المناسبات التلفزيونية السنوية في إسبانيا. أما زميلها David Broncano فهو وجه معروف في الإعلام الإسباني بفضل برنامجه المتميز، ما جعله خيارًا طبيعيًا لقيادة احتفالات ليلة رأس السنة.
حظي هذا الثنائي بدعم كبير من جمهور البرنامج، حيث كانت هناك توقعات بأن يقدما أجواء مرحة ومميزة خلال الحدث. إلا أن الجدل الذي أثارته “الاستمبّة” ألقى بظلاله على النجاح المتوقع، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن الثنائي قدم ليلة ممتعة وبين من انتقد الحادثة التي اعتُبرت مسيئة للبعض.
على الرغم من هذه الانتقادات، لا يزال اختيار لالاشوس David Broncano يُنظر إليه على أنه خطوة جريئة من قبل RTVE لتعزيز التوجه الشبابي والترفيهي في احتفالات رأس السنة، مما يعكس نجاحهما في جذب جمهور واسع وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.