قنصلية خيرونا تدعم نزلاء السجون في رمضان.. وشجبٌ لهدر الجمعيات المغربية الأموال على موائد الإفطار للمسؤولين بينما يعاني المهاجرون ببرشلونة
الهبة الرمضانية لنزلاء السجون: مبادرة إنسانية تعزز قيم التضامن.
أحمد العمري/ برشلونة.
بمناسبة شهر رمضان المبارك، وللعام الثاني على التوالي، قدمت القنصلية العامة “هبة رمضانية” لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية “بويك دي لاس باسس” في مدينة فيكيراس. وتأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز الروابط الإنسانية والثقافية بين الجالية المغربية والمجتمع المحلي، وإدخال البهجة على النزلاء من خلال تقريبهم من الطقوس المغربية التي تميز هذا الشهر الكريم.
تجسد هذه المبادرة قيم التضامن والتآخي التي يحملها شهر رمضان، حيث عبّر النزلاء عن امتنانهم لهذه الالتفاتة التي تركت أثرًا إيجابيًا في نفوسهم. كما تعكس الخطوة التزام القنصلية العامة بدعم القيم الإنسانية وتعزيز التواصل مع مختلف فئات الجالية المغربية، بما في ذلك الفئات الأكثر هشاشة مثل نزلاء السجون.
ورغم أهمية هذه المبادرة، إلا أن الإشكاليات الإجتماعية التي تواجه الجالية المغربية في كتالونيا لا تزال مستمرة، خاصة فيما يتعلق بتوفير وجبات الإفطار للمهاجرين في وضعية صعبة. ففي الوقت الذي تُنظم فيه بعض الجمعيات احتفالات رسمية وتُصرف أموال طائلة على استقبالات تضم مسؤولين إسبان وشخصيات بارزة، يواجه مئات المغاربة صعوبة في تأمين وجبة إفطار واحدة. والدليل على ذلك، الأعداد الكبيرة التي تتجاوز 200 فرد يوميًا لدى جمعية النساء المغربيات في كتالونيا، التي تجد صعوبة في تلبية احتياجات جميع المحتاجين.
إن مبادرة القنصلية تجاه نزلاء السجون خطوة محمودة تستحق الإشادة، لكنها تحتاج إلى الاستمرارية طيلة السنة لضمان منح هذه الفئة فرصة ثانية وتحقيق إدماج اجتماعي فعّال. كما أن الاهتمام بقضايا الجالية المغربية، خاصة الفئات الهشة، يستوجب توجيه الجهود والموارد نحو مبادرات تعود بالفائدة الحقيقية على من هم في أمسّ الحاجة إليها.