دولي

خطوة نحو الحوار أم مناورة سياسية؟ أول محادثات روسية أوكرانية منذ 3 أعوام

إسطنبول – كتالونيا24

 

في تطور غير متوقع وسط تصاعد التوترات الميدانية والسياسية، أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن اتفاق مبدئي لعقد أول محادثات مباشرة بينهما منذ ثلاث سنوات، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة على الصعيدين المحلي والدولي. ومع أن الإعلان حمل بارقة أمل في أفق الصراع المستمر، إلا أن يوم الإعلان نفسه اتسم بحالة من الفوضى والارتباك، سواء في المشهد السياسي أو على الأرض.

شهد اليوم الذي تبلورت فيه مبادرة الحوار تطورات ميدانية دراماتيكية، إذ اندلعت اشتباكات متفرقة على عدة جبهات، ما ألقى بظلال من الشك حول جدية الأطراف في التهدئة. كما سجلت وسائل الإعلام الدولية تناقضات في التصريحات الصادرة عن الجانبين، حيث نفى بعض المسؤولين في كييف وجود اتفاق مؤكد، في حين صرحت موسكو بأنها مستعدة “بشروط” للجلوس إلى طاولة الحوار.

وسائل الإعلام تداولت صوراً من مناطق النزاع تظهر استمرار تحرك القوات وتعزيز المواقع العسكرية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على هشاشة الوضع الأمني. وقد رافقت هذه التطورات حالة من البلبلة في العواصم الغربية، حيث تعددت التحليلات بين من يرى في الحوار اختراقاً محتملاً، ومن يعتبره مجرد مناورة سياسية لربح الوقت.

المراقبون يشيرون إلى أن هذا الاتفاق “حتى وإن لم يتبلور بعد في صورة لقاء فعلي” يمثل تحولاً نسبياً في الخطاب بين البلدين بعد سنوات من التصعيد اللفظي والقطيعة الدبلوماسية. فآخر مرة جلس فيها ممثلون من موسكو وكييف إلى طاولة واحدة كانت في أوائل عام 2022، قبل اندلاع الحرب الشاملة التي غيرت ملامح المنطقة.

وفي ظل هذه المؤشرات، يبقى السؤال الأهم: هل يشكل هذا الإعلان مقدمة فعلية لمفاوضات حقيقية، أم أنه مجرد فصل جديد من لعبة الشد والجذب؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف النوايا الحقيقية للطرفين، وما إذا كانت هذه البادرة بداية لانفراجة، أم مجرد محطة أخرى في طريق النزاع الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى