إسبانيا تستعد لموجة حر شديدة في النصف الثاني من يونيو: الحرارة قد تبلغ 43 درجة.
كتالونيا24.
تستعد إسبانيا لموجة حر قوية خلال النصف الثاني من شهر يونيو، حيث تتوقع وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) أن ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير لتصل إلى 43 درجة مئوية في بعض مناطق الجنوب، خاصة في الأندلس، إكستريمادورا وقشتالة-لا مانتشا.
ووفقًا للتوقعات الجوية، فإن كتلة هوائية حارة قادمة من شمال إفريقيا ستتمركز فوق شبه الجزيرة الإيبيرية ابتداءً من 18 يونيو، ما سيؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة نهارًا وليلًا. وقد لا تنخفض الحرارة ليلاً في بعض المدن عن 25 درجة، مما يعني ليالٍ استوائية أو حتى “إكوادورية” حسب المصطلح المناخي.
جنوب إسبانيا (الأندلس): من المتوقع أن تسجل مدن مثل قرطبة وإشبيلية وجيان درجات حرارة تتجاوز 42-43 درجة مئوية، مع تحذيرات من خطر صحي مرتفع.
مدريد والمنطقة الوسطى: قد تتراوح درجات الحرارة بين 38 و40 درجة، مع قلة التهوية وارتفاع الإشعاع الشمسي.
كاتالونيا وبلنسية: الحرارة ستتراوح بين 34 و38 درجة، إلا أن ارتفاع نسبة الرطوبة سيزيد من الإحساس بالحرارة، خاصة في المدن الساحلية مثل برشلونة وتاراغونا.
في كتالونيا، وعلى الرغم من أن درجات الحرارة القصوى قد لا تبلغ نفس المستويات المسجلة في الجنوب، إلا أن السلطات المحلية حذّرت من التأثير المركب للحرارة المرتفعة مع الرطوبة العالية، خاصة في المدن الساحلية مثل برشلونة، بادالونا، تاراغونا وماتارو. وتشير توقعات هيئة الأرصاد الكتالونية إلى أن درجات الحرارة ستتراوح بين 35 و38 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة، مع تسجيل مستويات رطوبة قد ترفع الإحساس الحراري إلى ما فوق 40 درجة.
الحكومة الكتالونية أعلنت حالة الاستعداد المتوسط في معظم المناطق، وفعّلت خطط الطوارئ الخاصة بموجات الحر، خاصة في المستشفيات ودور رعاية المسنين. كما تم التنسيق مع البلديات لتوفير مراكز مبردة يمكن للمتضررين من الحرارة الشديدة اللجوء إليها خلال النهار، خصوصًا في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.
وفي مدينة برشلونة، تم نشر فرق للتوعية الصحية في الفضاءات العامة، إلى جانب تكثيف حملات الإعلام بلغة.
وزارة الصحة الإسبانية فعّلت البروتوكولات الخاصة بالوقاية من ضربات الشمس ومخاطر الحر، داعيةً المواطنين إلى اتخاذ الحيطة، لاسيما الفئات الهشة مثل المسنين والأطفال والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة.
أهم النصائح تشمل:
تجنّب الخروج خلال ساعات الذروة الحرارية (من 12 إلى 17).
عدم ممارسة الرياضة أو المجهود البدني في الهواء الطلق.
خبراء المناخ يؤكدون أن هذه الظواهر لم تعد استثنائية، بل أصبحت متكررة ومتوقعة نتيجة التغير المناخي. وتوضح المتحدثة باسم وكالة الأرصاد الجوية، بيلار غارسيا، أن “موجات الحر أصبحت تبدأ مبكرًا، وتستمر لفترات أطول، وتزداد حدةً عامًا بعد عام”.
ومن اللافت أن بلدانًا أوروبية أخرى، مثل فرنسا وإيطاليا، تشهد هي الأخرى درجات حرارة قياسية خلال هذا الشهر. ففي باريس مثلًا، قد تصل الحرارة إلى 39 درجة مئوية، وهي سابقة لمثل هذا الوقت من السنة.
مع بداية صيف يبدو أنه سيكون شديد السخونة بكل المقاييس، تدعو السلطات الإسبانية السكان إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية، مؤكدةً أن الوعي والمسؤولية الفردية سيكونان خط الدفاع الأول أمام موجة حر قد تكون الأولى ضمن سلسلة موجات هذا الصيف.
