فن وثقافة

جمعية ابن رشد تُطلق جسورًا ثقافية في كتالونيا: لقاء أدبي بمدينة سان بوي يجمع الهجرة بالأدب والفن.

تصريحات: فيديو.

تحرير عبد الحق مارصو، ومتابعة أحمد شويخن- سان بوي جهة برشلونة.

في سياق سعيها المتواصل إلى ربط الجاليات المغربية في كتالونيا بنسقها الثقافي المحلي، وتعزيز التبادل الإنساني بين مكونات المجتمع، نظمت جمعية ابن رشد لتبادل الثقافات، مساء السبت 28 يونيو 2025، لقاءً أدبيًا بمدينة سان بوي التابعة لجهة برشلونة، احتفى بتقديم وتوقيع كتاب “الحرية المحاصرة” للكاتبة الكتلانية مايتي مورينو.

الكتاب، الذي كُتب بأسلوب سردي مؤثر، يُعد محاولة جادة لفهم تعقيدات الهجرة من الداخل، من خلال التركيز على تجارب حقيقية لشابات مغربيات نشأن في محيط اجتماعي متداخل، ووجدن أنفسهن في تقاطع أسئلة الهوية، الانتماء، والاندماج. عبر صفحاته، تطرح الكاتبة تساؤلات عميقة حول سياسات الإدماج في دول الاستقبال الأوروبية، ومدى نجاعة هذه السياسات في تحقيق اندماج حقيقي يحترم الخصوصية الثقافية ويضمن المساواة.

أدارت اللقاء الإعلامية والناشطة فاطمة أحمد، العضو المؤسس في الجمعية النسائية للحوار بين الثقافات، التي تُعد من الأصوات النسائية البارزة في العمل الجمعوي المغربي بكتالونيا، لما لها من حضور ميداني وثقافي في قضايا المرأة والمجتمع المدني.

لا يندرج هذا الحدث ضمن إطار المناسبات العرضية فحسب، بل يأتي ضمن رؤية ثقافية استراتيجية تتبناها جمعية ابن رشد، تسعى من خلالها إلى خلق فضاء للتبادل الفكري بين المهاجرين المغاربة والمجتمع الكتلاني والكتلة الإسبانية عمومًا. وتشكل هذه المبادرات نافذة لإعادة تعريف العلاقة بين الهجرة والثقافة، بعيدًا عن الصور النمطية التي تحصر المهاجر في قالب الاحتياج أو الاندماج السلبي.

وقد شهد اللقاء حضورًا نوعيًا ضم مثقفين وفنانين وفاعلين مدنيين، من بينهم السيدة مونسرات جيبيرت يوبارط، العمدة السابقة لمدينة سان بوي، التي لطالما دعمت المبادرات الثقافية ذات الطابع التعددي، إضافة إلى عدد من أصدقاء الجمعية وفاعلين من الجالية.

اختتمت الأمسية بحفل موسيقي أحياه الفنان عادل العمراني وفرقته، حيث قدموا توليفة فنية جمعت بين الطرب المغربي الأصيل، والموسيقى الأندلسية، ومختارات من أغاني مارسيل خليفة التي تنبض بقضية فلسطين، في إشارة رمزية إلى التقاء قضايا الهجرة بالعدالة والحرية.

وتوّج اللقاء بحفل توقيع للكتاب، رافقه استقبال تقليدي بنكهة مغربية من شاي وحلويات، مما أضفى على الأمسية طابعًا حميميًا جمع بين الأدب والموسيقى والضيافة المغربية.

مبادرات كهذه تؤكد أن الجاليات المهاجرة ليست فقط موضوعًا للنقاش، بل فاعلًا رئيسيًا في صياغة المستقبل الثقافي المشترك في كتالونيا. جمعية ابن رشد، من خلال هذا النهج التشاركي، تُعيد تشكيل دور الثقافة كأداة للربط بين الهويات، وتفتح المجال لبناء تعايش فعّال يُكرّس المواطنة الثقافية، لا فقط القانونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى