كتالونيا24.
أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل، بعدما وثّق لحظة قيام صاحب مطعم في مدينة مالقا، جنوب إسبانيا، بطرد سياح إسرائيليين من مطعمه، ورفضه تقديم الخدمة لهم، تعبيرًا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويُظهر الفيديو لحظة قيام صاحب المطعم بوضع مشروبات كحولية على مائدة الزبائن، قبل أن ينتبه إلى أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية. فور تأكده، بدأ في جمع الأواني من فوق الطاولة وهو يصرخ غاضبًا: (اخرجوا من هنا، أنتم تقتلون الفلسطينيين، اذهبوا لتناول الطعام في غزة، هناك توجد بيرة، تقتلون الناس وتأتون لقضاء العطلة هنا. تحيا فلسطين الحرة، الصهاينة اخرجوا من هنا).
وقد لقي تصرف صاحب المطعم تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون موقفًا إنسانيًا شجاعًا يعبر عن سخط شعبي واسع تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة، من مجازر وانتهاكات ممنهجة بحق المدنيين.
وفي سياق التضامن المتنامي في إسبانيا، شهد افتتاح مهرجان سان فيرمين الشهير في مدينة بنبلونة (Pamplona) حدثًا لافتًا، حيث أعلن المنظمون دعمهم للقضية الفلسطينية، مرددين هتافات “فلسطين حرة” ومرتدين الكوفية الفلسطينية بدلًا من اللون الأحمر التقليدي الذي يُعتبر شعار المهرجان منذ قرون.
هذا التحرك الرمزي، الذي تابعه الآلاف من الحاضرين والمشاهدين، جاء ليؤكد أن الدعم الشعبي الإسباني لفلسطين لم يعد محصورًا في الأوساط السياسية أو الأكاديمية، بل بات يمتد إلى الفضاءات الثقافية والاحتفالية، في رسالة واضحة مفادها أن ما يجري في غزة لا يمكن تجاهله.
في المقابل، أثار فيديو طرد السياح الإسرائيليين من مطعم مالقا ردود فعل متباينة، إذ اعتبره بعض النشطاء الإسرائيليين والمتعاطفين معهم “تمييزًا على أساس الجنسية”، بينما دافع آخرون عن تصرف صاحب المطعم بوصفه موقفًا احتجاجيًا سلميًا ضد سياسة الاحتلال والقتل الجماعي.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد حملات المقاطعة الشعبية في عدد من الدول الأوروبية، ضمن حركة الضغط المدني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت دولي رسمي تجاه الجرائم المرتكبة في غزة.