جريدة إلكترونية بإسبانيا

10 شتنبر اليوم العالمي لمنع الإنتحار.

كتالونيا24.

اليوم العالمي لمنع الانتحار يُحتفل به في 10 سبتمبر من كل عام بهدف نشر الوعي حول أهمية منع الانتحار على مستوى العالم. تم تأسيس هذا اليوم من قبل الجمعية الدولية لمنع الانتحار (IASP) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ويهدف إلى تعزيز الجهود والاستراتيجيات التي تركز على خفض معدلات الانتحار، وهو مشكلة صحية عامة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

الانتحار هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يُقدم أكثر من 700 ألف شخص على إنهاء حياتهم كل عام، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. هذا الرقم يعادل حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية. ومع ذلك، فإن التأثير العاطفي والاجتماعي والاقتصادي لهذه الظاهرة أكبر بكثير، حيث يؤثر على العائلات، الأصدقاء، والمجتمعات بأكملها. يسعى هذا اليوم ليس فقط إلى تذكر الضحايا، ولكن أيضًا إلى تعزيز الحوار حول الصحة النفسية والقضاء على الوصمة المحيطة بالمشاكل النفسية، لتمكين المزيد من الأشخاص من الوصول إلى الدعم الذي يحتاجونه.

كل عام، تختار الجمعية الدولية لمنع الانتحار موضوعًا مختلفًا للاحتفال، يتمحور حول تعزيز جوانب رئيسية في منع الانتحار. على سبيل المثال، استخدمت مواضيع مثل “خلق الأمل من خلال العمل” لتعزيز فكرة أن من خلال أعمال صغيرة من الدعم والاستماع، يمكن لأي شخص أن يساهم في إنقاذ الأرواح.

كما تُنظّم خلال هذا اليوم حملات متنوعة على وسائل الإعلام الرقمية، مسيرات، وأحداث تذكارية في العديد من البلدان. تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في نشر رسائل الأمل وتوفير موارد الدعم. عادةً ما تعزز المؤسسات الصحية، سواء الحكومية أو الخاصة، خدماتها لتقديم الدعم للأشخاص الذين يمرون بأزمات.

الانتحار هو ظاهرة معقدة ولا يمكن إرجاعها إلى سبب واحد. تشمل بعض عوامل الخطر الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، تعاطي المواد المخدرة، العنف، الصدمات، أو العزلة. كما تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مثل الفقر، البطالة، ونقص الوصول إلى الرعاية الصحية.

مع ذلك، هناك مجموعة من الاستراتيجيات الرئيسية التي يمكن أن تساعد في منع الانتحار، ومنها:

1. تعزيز الوصول إلى الرعاية النفسية: إزالة الحواجز التي تحول دون الوصول إلى متخصصي الصحة النفسية أمر ضروري.

2. نشر الوعي المجتمعي: إنشاء بيئات تدعم الصحة النفسية من خلال التعليم والدعم الاجتماعي.

3. الحد من الوصمة: الحديث المفتوح عن الانتحار والمشاكل النفسية يمكن أن يساعد في تشجيع المزيد من الأشخاص على طلب المساعدة.

4. التدخل المبكر: اكتشاف علامات الخطر مثل التغيرات السلوكية أو التعبير عن اليأس يمكن أن يكون مفتاحًا للتدخل في الوقت المناسب.

في العديد من البلدان، توجد خطوط دعم هاتفية أو خدمات طوارئ نفسية متاحة للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة. تقدم منظمات مثل Befrienders Worldwide والخط الوطني لمنع الانتحار في الولايات المتحدة، وغيرها من الخدمات المحلية في كل بلد، التوجيه والدعم المجاني على مدار الساعة.

اليوم العالمي لمنع الانتحار هو فرصة للتفكير في كيفية تأثير أفعالنا، سواء كأفراد أو كمجتمعات، على حياة الأشخاص الآخرين. تعزيز التعاطف والاستماع والدعم الفعّال، جنبًا إلى جنب مع إنشاء نظم رعاية صحية نفسية ميسورة وفعالة، هي الركائز الأساسية للحد من تأثير الانتحار على المجتمع. كل حياة ثمينة، ومن خلال الوعي والوقاية، يمكننا إنقاذ العديد منها.

 

تعليقات