ج.أ.
بمجرد ما يتحدث الاباء و الاجداد عن الجيل الجديد من الجالية المغربية بكاتلونيا إلا و فاض الكأس بالكثير من المفارقات والمقارنات و التناقضات، و لكن اغلبية الردود تصب في منحى واحد و هو ان الاجيال الجديدة من ابناءالمهجر تعيش استلابا رهيبا في الطابع الهوياتي المغربي، حيث تمارس الحداثة والتشبث بصرعات الموضة و تقليعات العالم الحديث المتجدد، الظاهر في المجال الملموس و المتربص في مجال العالم الافتراضي المحتل كليا من طرف صناع الاستهلاك و مهندسي التبعية الالكترونية و بناء الغيبوبة الحضارية و التيه الانساني جزرا قويا و انجرافا حقيقيا للأسس و الركائز الاساسية للهوية المغربية و المقومات الاسلامية،.
ثم ان الرغبة الجارفة الاجيال الصاعدة في التشبه و التقليد والتمظهر هي نفسها عملية الارتماء في حضن حضارة متحولة ومهزوزة مشبعة بالاستماتة في الاستهلاك و الارتماء في موجات بحر بدون قرار تتلاطم فيه امواج الفراغ و العدم الروحي والسعي الحثيث لاشباع الغرائز و النزوات بل و ابعد من ذلك التجنيد و الالتزام بهدم البنية الاسرية المحصنة ضد الشذوذ والسقوط في الدنيوية الأخلاقية المترسخة في التحول والابتذال و الرخص في التعامل بالجنس و النفس و النسل والمال.
هذا عن الهوية المسلوبة. و سنخصص مقالا اخر عن الهوية المسلوبة و دور الفاعلين المؤسساتيين و غيرهم في السكوت والاسهام في جريمة ولا اخطر، و هي تضييع و تشريد هوية الاجيال.