شؤون دينية

منير بنجلون رئيس FEERI ورؤية “إسلام إسباني”: بين تحديات الاندماج وآفاق التعايش

أحمد العمري/ برشلونة.

 

قراءة في رؤية منير بنجلون، رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (FEERI)

 

في ظل النقاشات المستمرة حول الاندماج والتعددية الثقافية في أوروبا، يبرز تساؤل مهم حول إمكانية وجود “إسلام إسباني” يتناسب مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية لإسبانيا. هذا السؤال كان محور حديث الدكتور منير بنجلون، رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (FEERI)، خلال مقابلة أجراها معه المجلة الإسبانية للدراسات السوسيولوجية والسياسية التابعة لـمجموعة البحث المستقل في العلوم السياسية (GIISP).

يرى بنجلون أن الإسلام في إسبانيا ليس مجرد امتداد لممارسات دينية قادمة من الخارج، بل يجب أن يكون متجذرًا في الواقع الاجتماعي الإسباني، مع احترام القيم الديمقراطية والتعايش السلمي. وأكد أن الإسلام، بطبيعته، دين يتكيف مع الثقافات المختلفة، مشيرًا إلى أن المسلمين الأوائل في الأندلس كانوا جزءًا من مجتمع متنوع ومزدهر، وهو ما يمكن استلهامه اليوم في بناء هوية إسلامية تتماشى مع السياق الإسباني الحديث.

رغم الإمكانيات المتاحة لتطوير نموذج إسلامي إسباني، هناك تحديات عديدة تواجه المسلمين في البلاد، منها:

رغم أن الإسلام دين معترف به رسميًا في إسبانيا، إلا أن هناك تحديات تتعلق بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة والجماعات الإسلامية، خاصة فيما يخص التعليم الديني الإسلامي في المدارس والاعتراف بالإمام كمرشد ديني رسمي.

يواجه المسلمون في إسبانيا تحديات تتعلق بالصورة النمطية السلبية التي تربط الإسلام بالتطرف والإرهاب، وهو ما يؤثر على اندماجهم ويؤدي إلى زيادة التمييز ضدهم في بعض القطاعات.

يشدد بنجلون على أهمية تكوين الأئمة والدعاة ليكونوا على دراية بالواقع الإسباني، وضرورة تقديم خطاب ديني يعزز الاندماج الإيجابي، بدلًا من استيراد خطب وفتاوى قد لا تتماشى مع الثقافة والقوانين الإسبانية.

يدعو بنجلون إلى تطوير نموذج إسلامي يتناسب مع قيم المجتمع الإسباني، من خلال:

تعزيز التعليم الإسلامي في المدارس: بحيث يكون متماشياً مع القيم الإسبانية ومبادئ التسامح والعيش المشترك.

تفعيل دور المسلمين في المجتمع المدني: عبر الانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر انفتاحًا وتعددية.

دعم الحوار بين الأديان: لتعزيز التعاون بين المسلمين وغير المسلمين وتقليل الفجوات الثقافية.

إن بناء “إسلام إسباني” ليس مجرد طموح نظري، بل هو ضرورة لضمان اندماج المسلمين في المجتمع الإسباني بطريقة تحافظ على هويتهم الدينية، وفي الوقت ذاته تحترم قيم الديمقراطية والمواطنة. وكما أكد منير بنجلون، فإن الإسلام لديه القدرة على التكيف مع كل البيئات، وما تحتاجه إسبانيا اليوم هو نمو

ذج يعكس هذا التكيف بشكل إيجابي ومستدام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى