اعتداء همجي على رجل أمن خاص بالقنصلية العامة للمملكة المغربية في برشلونة يثير الاستنكار.

أحمد العمري – برشلونة.
في حادث مؤسف وغير مسبوق، تعرّض أحد عناصر الأمن الخاص العاملين بالقنصلية العامة للمملكة المغربية في برشلونة لاعتداء جسدي عنيف من طرف مواطن مغربي، داخل بهو القنصلية، وذلك أثناء قيامه بمهامه المهنية المتمثلة في تنظيم عملية الولوج والتأكد من توفر المرتفقين على مواعيد مسبقة.
وبحسب شهود عيان، فإن المواطن المعني أصرّ على دخول مقر القنصلية دون التوفر على موعد، وهو ما رفضه رجل الأمن الخاص وفقاً للإجراءات المعمول بها، قبل أن يتعرض لاعتداء مفاجئ تسبب في سقوطه أرضاً، مما استدعى نقله على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية. وأكدت مصادر مطلعة أن الضربة التي تلقاها كانت قوية وكادت أن تؤدي إلى ارتطام رأسه بإحدى الحواجز الحديدية القريبة من مكتب الإرشادات.
وفور وقوع الحادث، حضرت عناصر من شرطة موسوس دي سكوادرا إلى عين المكان، وفتحت تحقيقاً في الموضوع، خصوصاً أن كاميرات المراقبة داخل القنصلية من المرتقب أن توثق كل مجريات الاعتداء.
ويأتي هذا الحادث في سياق يتسم بارتفاع الضغط على المرافق القنصلية مع اقتراب موسم العطلة الصيفية وانطلاق عملية “مرحبا”، حيث تكثر الطلبات وتتضاعف الحاجة إلى الخدمات الإدارية، ما يفرض العمل بنظام المواعيد المسبقة حفاظاً على التنظيم وضماناً لحسن سير العمل.
وفي الوقت الذي عبّر فيه العديد من أبناء الجالية المغربية عن استنكارهم الشديد لهذا السلوك الذي وصف بـ”الهمجي”، شدّدوا على أن مثل هذه التصرفات لا تليق بصورة المغاربة بالخارج، ولا تعكس سلوك الجالية المغربية المعروفة عموماً بالانضباط والاحترام في التعامل مع المؤسسات، سواء المغربية أو الإسبانية.
ويُطرح هذا الحادث مجدداً سؤال تعزيز الموارد البشرية بالمرافق القنصلية، إذ بات من الضروري، وفق عدد من المتابعين، تخصيص موظفين إضافيين أو الاستعانة بأعوان محليين لتسهيل عملية الاستقبال وتخفيف الضغط، تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الداعية دوماً إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للجالية بالخارج، خاصة خلال فترات الذروة.
إن الاعتداء على موظف يؤدي مهامه هو سلوك مرفوض ومدان مهما كانت الدوافع والظروف، وهو ما يتطلب من الجميع، مسؤولين ومواطنين، العمل على ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل والالتزام بالإجراءات التنظيمية، حفاظاً على كرامة الجميع وصورة الوطن.