الملتقى الأول: المغاربة في إسبانيا – التحديات والحلول.

كتالونيا24 – برشلونة.
نظمت جمعية أصدقاء الشعب المغربي “إثران” بالتعاون مع “صحفيات من أجل العالم” (RPM) أول ملتقى بعنوان “المغاربة في إسبانيا: التحديات والحلول”، والذي ركز على التحديات الاجتماعية والتعليمية والسياسية التي تواجه الجالية المغربية في إسبانيا، وخاصة في كتالونيا.
افتُتح الملتقى بجلسة حول الهجرة، حيث ناقشت المحامية أنطونيا فرانكو من جمعية “طوارئ الحدود الجنوبية في موتريل” التمييز الذي يتعرض له المغاربة في مراكز الاحتجاز، مشيرة إلى غياب المعلومات القانونية المناسبة وظروف الاحتجاز السيئة، بما في ذلك تقديم طعام منتهي الصلاحية. كما انتقدت وكالة “فرونتكس” الأوروبية لعدم وجود بروتوكولات فعالة للبحث عن المهاجرين المفقودين في البحر.
في جلسة التعليم، قدم الباحث هيكتور سيبولا من المجلس الأعلى للبحوث العلمية (CSIC) دراسة أظهرت أن الأطفال ذوي الأسماء المغربية يواجهون تمييزًا في قبولهم بالمدارس، خاصة في المدارس الكاثوليكية والمناطق ذات الأسعار العقارية المنخفضة. وأكد الخبير جوليان كلارامونت على أهمية التعليم المبكر وضرورة توفير أنشطة صفية مجانية ومتاحة للجميع.
ناقشت جلسة العمل الصعوبات التي تواجهها النساء المغربيات في سوق العمل، حيث أشار لويس تورينس من مؤسسة “بيت” إلى أن نسبة النساء المغربيات العاملات تبلغ 22% فقط، مقارنة بـ65% من النساء المولودات في إسبانيا. قدم كريم سابني من تعاونية “إداريا” مشروعًا يهدف إلى خلق فرص عمل للأشخاص المعرضين للإقصاء الاجتماعي من خلال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
تناولت جلسات الهوية والسرديات الحاجة إلى تجاوز الهويات التي تخلق الفروقات والاستبعادات. دعا الأستاذ مصطفى الشامي من جامعة جيرونا إلى إنهاء الهويات المفرقة، بينما شاركت نوى أيغواسينوسا تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أن الهوية تتشكل من مسارات الحياة المختلفة. كما أشار أوسكار نيغريدو من بلدية لوسبيتاليت إلى نقص الأماكن المخصصة للصلاة والدفن للمسلمين.
اختُتم الملتقى بدعوة إلى مواصلة العمل من قبل المؤسسات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. أكدت مندوبة الحكومة الكتالونية في برشلونة، بيلار دياز روميرو، على أهمية تقديم التوصيات المستخلصة من الملتقى للجهات المعنية لتحسين سياسات الإدماج. كما شاركت النائبة المغربية نبيلة منيب من الحزب الاشتراكي الموحد، مشددة على أن الهجرة تمثل فرصة وأن العنصرية تنبع من السياسات النيوليبرالية التي تفتقر إلى البعد الإنساني.
يُعد هذا الملتقى بداية لالتزام مشترك يهدف إلى تحقيق إدماج حقيقي للجالية المغربية في إسبانيا، مع التركيز على تنفيذ الإجراءات ومتابعتها حتى انعقاد النسخة الثانية من الملتقى في العام المقبل.