حينما خاطب نابليون ملك المغرب معلنا اسلامه.
ا.ج.
الكثير من الناس بما فيهم مغاربة و فرنسيون يجهلون ان امبراطور فرنسا نابليون بونابارت كتب رسالة الى ملك المغرب في شهر غشت من سنة 1799 يعلن فيها اسلامه. بونابارت هذا و الذي جاب اطراف الدنيا بما فيها المشرق حيث اقام مدة غير قصيرة في حملته الشهيرة لم يوجه رسالته الى العثمانيين او المشارقة عموما بل وجهها الى ملك المغرب.
و الرسالة المضمنة في هذا الخطاب هي نفسها الرسالة التي تزعج النظام الفرنسي و هي العمق المغربي في حقل التدين وتنظيم المجال الروحي في افريقيا و غير افريقيا.
ان العلامة المميزة لملوك و سلاطين المغرب هي سلطة امارة المؤمنين و الطبع السلس لتدبير الخطاب و العيش المشترك ورعاية الاديان بما لا يمس المبادئ العليا و الاخلاق الانسانية السامية. و على سبيل المثال، فالمغرب هو الذي آوى النازحين المهجرين و المنفيين من اسبانيا التي اشعلت نيران الحرب الصليبية على الاسلام و المسلمين و نصبت المقاصل و المحارق و محاكم التفتيش؛ و المغرب هو الذي سخر كل جهده و هو دولة في اشد الضعف تحت جبروت و قهر قوى الاستعمار لحماية اليهود من بطش النازية الدموية بينما كانت فرنسا التي تتشدق بحقوق الانسان و مهد الحضارة تأتمر باوامر برلين وترسل ابناءها من اليهود للمحرقة و زنازن الاعدام بالغاز.
صفحة تاريخ المغرب المشرق و مهما تكالب عليها الجهلة واعوانهم بما فيهم العاق و الارعن ممن ظن انه تشبه و نجا، ستظل علامة فارقة بين الدولة الامة و امارة المؤمنين النيرة وبين غيرها من الدول البيدق، صنيعة الاستعمار و عدوة شعوبها.