حمى الانتخابات و اصوات المغاربة الناخبة و المرشحة .

أ.ج.

هل سيجيد المغاربة استعمال صوتهم الاسباني في اقناع الاحزاب بقوتهم و حجمهم الحقيقي و بمبادئهم العقائدية النابعة من ديانتهم الإسلامية و مرجعيتهم الثقافية المغربية ؟
المغاربة في مختلف مراحل التاريخ صناع للوقائع التاريخية في ازمنة مختلفة و أمكنة مختلفة، بحمولة ثقافتهم العقائدية و تشبثهم بقيمها بل و بتأسيس نموذج العيش وفق تقافتهم الدينية و مؤسساتهم الاجتماعية، و اذا ما نظرنا الى هذه التركيبة فاننا نكاد نجدها قاسما مشتركا بين اطياف الجاليات في المهجر بالرغم من تقاطع مراحل الهجرة و تعدد الاسباب و اختلاف الاجيال، فالجاليات المغربية انفردت بالاجتهاد في تحصين افرادها من الفراغ الديني فعملت بكثير من الجهد و التضحيات على مأسسة المساجد و اماكن الصلاة و سعت، كما هو معمول به في مناطق كثيرة من وطنها المغربي- على التعاقد بالشرط مع الأئمة و الفقهاء و اضافت فوق ذلك جهود محمودة لتعليم اللغة العربية معتمدة على وسائل خاصة و جد محدودة. ثم ان من مظاهر تفرد الجاليات المغربية بسلوكها الثابت، هو اصرارها على اللباس و الاعياد و العادات التقليدية في المناسبات و الاعياد و حتى في المناسبات الحزينة كالجنائز. و من مظاهر تشبثها و تمسكها الثابت بمرجعيتها الثقافية و الدينية اصرارها على زيارة المغرب كلما سنحت الفرصة و اقتحام كل ابواب الصعوبات في ذلك جاعلة من عبورها الى المغرب اكبر عملية عبور يشهدها تاريخ البشرية في الظرف الراهن بشكل سنوي ينمو و يتكرر باستمرار مضطرد. و لا يخفى ايضا المظهر الثابت في هذا الارتباط الوثيق بالوطن الاصلي في اقسى و اصعب مراحل الحياة لدى اسر المهجر حيث يلح الكثيرون من افراد الجالية على ذويهم باكرامهم بدفنهم في حضن وطنهم بل و يؤدون سنويا مساهمات تامين ترحيل جثامينهم الى المغرب.

اترك تعليقا