فيديومتفرقات

سونيا مورينو: لم أتجاوز الخطوط الحمراء… وعملي يحكم عليه المهنيون “فيديو”..

«المغرب ليس فقط موضوع عملي، بل هو جزء من حياتي»

احمد العمري – بدر حليحال – برشلونة.

في ظل ما أثير من جدل حول عمل بعض الصحفيين الأجانب في المغرب، وبعد تداول اتهامات تتعلق بانحياز مزعوم أو تجاوزات مهنية، خصّت الصحفية الإسبانية سونيا مورينو، التي اشتغلت مراسلة معتمدة في المغرب لمدة عشر سنوات، موقع كتالونيا24 بتوضيحات شاملة حول تجربتها، وسحب اعتمادها سنة 2020، وعلاقتها بالمغرب، ومواقفها من حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.

مورينو، المعروفة بتغطياتها الثقافية والاجتماعية واهتمامها بقضايا الهجرة، تؤكد في هذا التصريح أنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء ولم تتعرض لأي من الثوابت المغربية، وأن علاقتها بالمغرب تمتد إلى ما هو أعمق من العمل الصحفي. وتدعو، من خلال شهادتها، إلى ضرورة احترام حرية الصحافة وتقدير العمل المهني النزيه.

فيما يلي نص التصريح الكامل للصحفية سونيا مورينو كما أدلت به خلال مشاركتها في ندوة ببرشلونة:

«كما تعلمون، كنتُ مراسلة معتمدة من سنة 2010 إلى غاية سنة 2020، وهي السنة التي قررت فيها الوزارة سحب اعتمادي ومنعي من الاستمرار في العمل هناك. بعدها التحقت بالعمل كمبعوثة خاصة. لم أواجه أي مشكلة في الدخول إلى المغرب، لأنه قيلت أشياء كثيرة غير صحيحة. ببساطة، كل دولة ذات سيادة لها الحق في أن تقرر من هم الصحفيون الذين يعملون على أراضيها. وفي سنة 2020، قرر المغرب أنه لا يريد أن أستمر في العمل هناك، فسحب مني الاعتماد.

كنتُ مراسلة لإذاعة “Cadena Ser”، وقررنا أن نفتح المكتب في تونس لتغطية منطقة المغرب العربي من هناك، بما أن السلطات المغربية لم تكن ترغب في بقائي، في حين أن الإذاعة كانت تود أن أواصل عملي.

إذا سألتني عن كل ما يُقال عني، أول ما يجب فعله هو عدم التوقف عند العناوين فقط، بل قراءة النصوص كاملة من البداية إلى النهاية. بعد ذلك، أظن أنه من المهم التحدث مع الشخص المعني. لأن كل ما يُقال عني، أعتقد أن من يعرفني حقاً، من اشتغل معي من الصحفيين، أو حتى من حضروا الندوة الآن، سيؤكدون أن لا أحد ممن يعرفني أو رأى كيف أشتغل في المغرب أو كيف أتحدث عن المغرب في إسبانيا، سيتحدث عني بسوء.

الذين يتحدثون عني بسوء هم أشخاص لا يفهمون المعنى الحقيقي للصحافة الحرة، ولا يفهمون التزامنا بالحقيقة. واليوم، على سبيل المثال، في الندوة، تحدثتُ عن ظلم وقع، وكان في إسبانيا، وكان يخص شخصاً إسبانياً، ولم يكن مغربياً.

بمعنى آخر، أينما ذهبت، سأقول دائمًا الأمور الجيدة والسيئة معًا. المغرب فيه أشياء إيجابية كثيرة أكثر من السلبية، تمامًا مثل إسبانيا، لكن فيه أيضًا أمور غير صحيحة، كما هو الحال في إسبانيا. وواجبي كصحفية هو أن أروي ما يحدث.

هل أنا أكتب فقط عن الأزمات؟ لا، أنا أتناول أيضًا الأمور الإيجابية، طبعًا أتحدث عنها. مثلاً، لقد رافقتُ الملك محمد السادس في زيارات مثل التي قام بها إلى شفشاون لتدشين مشاريع ثقافية، وافتتاح الجامعة. لقد غطيت الكثير من الأنشطة.

هناك برنامج في إذاعة “Cadena Ser” يُسمى Hora Extra، وهو برنامج ثقافي. كنت أقدم فيه أسبوعيًا مواضيع تتعلق بالثقافة. قد لا يعرف البعض ذلك، لكنني كنت أتحدث عن الثقافة، وعن الاقتصاد الدولي، وأتناول مواضيع مختلفة. لقد اشتغلت على مواضيع الهجرة أيضًا، ولم أتجاوز أبدًا أي خط أحمر. لماذا؟ لأنني لم أقم بشيء خاطئ. لم أتطرق أبدًا لموضوع الصحراء، ولا للملك، ولا للإسلام. كل المواد التي نشرتها موجودة ويمكنكم الاطلاع عليها.

https://youtu.be/PDlSYuGHS4A?si=39pMAJeijwb_I58p

في النهاية، أنا ألتزم بأخلاقيات المهنة. لقد درست الصحافة في جامعة كومبلوتنسي، وهي أكبر جامعة عمومية في إسبانيا. نحن نحترم أخلاقيات الصحافة، وهي قول الحقيقة. وأعتقد أن العديد من الصحفيين الإسبان مروا بما مررت به، لست الوحيدة. أعتقد أن الأمر يحدث غالبًا عندما يستمر الصحفي لفترة طويلة في المغرب.

عندما يصبح الصحفي يمتلك مصادر أكثر ويعرف البلد بشكل أفضل، قد يُصبح أكثر إزعاجًا للبعض. وأنا، إلى جانب عملي كصحفية، كنت أستاذة لعدة سنوات في مؤسسات مختلفة، مثل الجامعة الدولية في الرباط، التي أُنشئت بمبادرة من الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، وكذلك في مؤسسات مثل المفوضية الأوروبية، ومعهد ثيربانتس، ومدرسة ديكارت..

مرّ العديد من الأشخاص البارزين من طلابي، مغاربة يشغلون مناصب مهمة. درّست طيار الملك، ومستشار رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، وآخرين من الطبقة المتوسطة والعليا، وهي الفئة التي ترتاد هذه المؤسسات. هؤلاء الأشخاص يعرفونني جيدًا، ويشهدون على مهنيتي، ولا أعتقد أن أيًا منهم سيتحدث عني بسوء، لأنهم يعرفون من أنا.

كثير من الذين ينتقدونني لا يعرفونني. دائماً ما يُقال لي: “يتحدثون عنك لأنهم لا يعرفونك”. أما من يعرفني، فحين يُسألون عني، تتغيّر نظرتهم للأمر. أنتم هنا اليوم طيلة الندوة، ويمكنكم أن تحكموا بأنفسكم على عملي وعلى موقفي.

رسالتي للجميع؟ أن المغرب هو وطني الثاني، عشت فيه عشر سنوات، وأحبه كثيرًا. منذ 2004 بدأت أشتغل على قضايا تخص المغاربة، عندما كنت مسؤولة الإعلام في منظمة “رسول السلام”، وكان يصلنا الكثير من القاصرين غير المصحوبين، أولاً مختبئين تحت الشاحنات، ثم عبر القوارب. أجريت مقابلات مع سفراء وشخصيات مغربية حتى قبل أن أستقر في المغرب عام 2010. وما زلت أذهب إلى المغرب في العطل، السنة الماضية زرت تغازوت وأكادير، والسنة التي قبلها الصويرة. لدي أصدقاء أعزاء هناك، أعشق الطعام المغربي.

أمس، حضرت معنا البرلمانية نبيلة منيب، التي أُكنّ لها إعجابًا كبيرًا، وتناولنا العشاء في مطعم مغربي بعد وصولها من الدار البيضاء. كما شاركتُ في توثيق شهادات النساء العاملات في الفراولة سنة 2020.

في النهاية، أقول: علينا أن نعيش في حب وسلام، وأن نرى الأمور كما هي، وأن نتيح حرية أكبر للصحفيين، لأن هذه مهنتنا، ولسنا نمارسها من منطلق العداء.»

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى