ضحية حادث القطار يبيت في الشارع، وعائلته تستنجد من المغرب بالقنصلية والفاعلين والمحسنين للوقوف معه ومساندته.
أحمد العمري/ برشلونة.
إستنجدت عائلة المهاجر المغربي الذي سبق وتعرض لحادثة دهس قطار بجهة برشلونة، خلفت فقدانه لساقيه وكسر متعدد ومزدوج على مستوى أسفل الظهر، بعد ان تم طرده من المركز الذي قضى فيه ما يزيد على سنة من المتابعة والرعاية.
حسب فيديو الذي وجهته عائلته “أختي الضحية” نداء الإستغاثة الذي نشر بموقع “العمق المغربي” تحدثتا فيه على أن أخاهما يبيت في العراء بعد ان تم فرض عليه توقيع وثيقة يجهل مضمونها بعد عودته صبيحة اليوم الموالي لظروف اضطرارية قضى الليلة خارج المستشفى او مركز الإيواء الذي كان فيه.
في الوقت الذي تستدعي الحالات الإجتماعية الصعبة المساندة والدعم، خاصة مثل هذه الحالات التي تتطلب متابعة إجتماعية ونفسية وبشكل يومي من طرف مختصين، خاصة وان المهاجر المغربي الذي يقيم في وضعية غير قانونية فقد أجزاء مهمة من جسمه “ساقيه” وسيعيش بقية حياته في وضعية إعاقة دائمة ويحتاج لمرافق يومي لتلبية حاجياته قد تصل احيانا الحاجيات الطبيعية للإنسان، نجد بعض مستغلي الظروف ، إذ اكد مصدر مقرب من الضحية وأحد أصدقائه ان سبب إرغام المهاجر ضحية حادثة السير على توقيع تحمله مسؤولية مغادرة مركز إيوائه لما عاد فجرا بعد قضاء ليلة خارجا، كان بسبب مهاجر مغربي اخر إستغله ووعده بمنحه مبلغ 300 أورو مقابل المكوث بإحدى الشقق التي سيفتحها بالقوة “Okupa”، على أساس لما تحضر الشرطة وتجد الضحية في وضعية إعاقة لن يكون بمقدورها طرده من المنزل، إتفاق لم يفي به المهاجر الذي وعده بالمبلغ المتفق عليه، ليبقى الضحية ينتظر الليل كله ولم يتصل به احد، العهدة على الراوي، بحيث لم نتمكن من نفي أو تاكيد الواقعة من مصدر ثان.
مهما إتفقنا أو إختلفنا مع تصرفات وسلوكات الشاب الضحية التي تصل أحيانا لدرجة تصرفات شادة، لا يمكن إلا ان نؤكد على انه يحتاج لعناية خاصة ونفسية بالدرجة الاولى بدل ان تتقاذفه فعاليات وجهات منها رؤساء جمعيات، منهم من حاول تسميم عقله بالتمرد على الجميع والوضع، ونفس الرئيس إستغل ملفه لفض الغبار على جمعيته التي طالها النسيان بتبني ملفه ومحاولة تقديم دعم هنا او هناك كتسهيل استرجاعه بعض الوثائق اوهاتفه او المصادقة على تنازل للمحامي المكلف بالملف، تدخلات كانت تحتاج لمختصين ومهتمين بمثل هذه الحالات الإجتماعية لا لمستغلي الظروف الإنسانية.
نقطة مهمة وهو دور القنصلية العامة في الإستجابة لمثل هذه النداءات، لكن للأسف النقطة السوداء بالقنصلية العامة للمملكة المغربية هي المصلحة الإجتماعية التي لا تملك ولو علاقة بسيطة مع أي فاعل مدني يمكنها التعامل والتفاعل مع مثل هذه النداءات، فإلى متى ينهج السيد القنصل سياسىة الأذن الصماء في إسناد مهمة لشخص لا يبارح مكتبه، ولا يجيد أبسط أبجديات التواصل، او العمل الإجتماعي والإنساني، بالأحرى النزول للشارع والإستماع لمثل هذه الحالات التي لا تعد ولا تحصى.
في تصريح لمجموعة من الفاعلين مقربين من الضحية، انه لحد الساعة ترفض جل المراكز إستقباله رغم المجهودات التي تبذل، نتيجة ملفه المثقل بسلوكيات منحرفة ورفض الإنضباط للضوابط التي تستوجبها مثل هذه المراكز، سلوكيات تعتبر نتاج الطفولة الصعبة التي مر بها، كل هذا يتطلب عناية ومتابعة من طرف مختصين في مجال إجتمعت فيه رواسب الطفولة الصعبة والاثار النفسية العصيبة التي مر ويمر منها بعد فقدانه لساقيه وعجز شبه كلي على مستوى الظهر.