مستقبل الجالية المغربية باسبانيا في ظل  حالة التشرذم وازدواجية المعايير !!!!

الحسين فاتش بلنسيا .

بالرغم من عوامل الثراء والتنوع اللذان  تزخر  بهما الموارد البشرية  للجالية المغربية المقيمة بالخارج   (  شرائح عريضة من   الشباب  المثقف والطلاب  والاطر الاكاديمية ذكورا واناثا ) فلا تزال جاليتنا- قياسا الى  الصورة   الباهتة  التى   يعكسها أداء من يتم اسقاطهم بالمظلات في مكانة  “النخبة ”  ،،لاتزال جاليتنا  أبعد  ماتكون عن الظهور بوجه مشرف وفي صورة تختزل ماتحقق لنا من تراكمات  في مجال الاندماج و الوعي  والنضج السياسي و  ما تزخر به     ارصدة  مغاربة العالم من   الطاقات والمواهب والامكانات والمؤهلات…. لو فتح المجال امامها بكل حرية لتتحمل مسؤولياتها في مجال التأطير والتمثيل  بكل استقلاليةبعيدا عن “مهاترات” مجلس الجالية و”مرقاوية” الاحزاب والجمعيات وخارج الخطوط الحمراء والقيود والتوجيهات، كانت سترفع رأس  المهاجر المغربي عاليا  في عين مجتمعات الاستقبال …

لعل من مفارقات الدهر  ومن الامثلة الصارخة على صوابية هذا الكلام ان تميط بعض وسائل الاعلام الاسبانية النقاب  مؤخرا عن ان بلدية احدى كبريات المدن الاسبانية تريد تخصيص مدفن “مقبرة”  لموتى المسلمين، الاانها تصطدم بمعارضة احدى المستشارات المسلمات للمشروع مادام يتضمن  دفن الجثامين في تابوت خشبي !!!  (او ليس الدين الاسلامي  اكبر ضامن لكرامة الميت ؟؟!!

الجدل  حول الدفن في  الثابوت من عدمه هو كغيره من النقاشات البزنطية  التى تفتعلها عادة التيارات السلفية بايديولوجتها القريشية القادمة من عصور ماقبل التاريخ و التى (اي تلك التيارات )مع كامل الاسف يتم دسها كالسم في الطعام  لحاجة في نفس يعقوب ؛ لغاية  اغراقنا في التخلف وادخالنا    في متاهات  مناقشات دائرية غير مجدية،  مثل نكتة اللباس الشرعى والحجاب  و جنس الملائكة او  مناقشة الاحجية الشهيرة من الاسبق “البيضة ام الدجاجة !!

وفيما يتم اغراقنا في المحاججات السخيفة نلاحظ  انصراف السلطات الاسبانية  لتبنى   استراتيجية  الالفية المقبلة وتخطط مؤسساتها لمشروع  الابقاء علينا نحن المهاجرون   كمخزون استراتيجي من العبيد يتم الاغتراف  منه عند الحاجة (وهذا بالذات مايستشف من التعديلات الاخيرة التى تم ادخالها على قانون الاجانب ) نعطيوك الاقامة باش تبقى مرهون عندنا بينما تبان لينا فاين نحتاجوك …هذا..في ذات الوقت  الذى اقدمت فيه   وزارة التربية الوطنية باسبانيا على ادخال عنصر جديد على امتحانات ولوج الجامعة EBAU او مااصطلح عليه بمادة النضج الاكاديمى ….

من جهة وبقراءة سريعة لهكذا مفارقة باليد اليمنى تخطط  اسبانيا وتعد العدة لتشكيل مخزون استراتيجى من السواعد من فقراء المغاربة الفارين من وطنهم باليسرى   تهيئ الارضية امام جيل الغد من  ابناءها  لاعداد رصيد من الانتلجنسيا قوامها  نخب من   الادمغة والمفكرين  ورجالات الاقتصاد ستؤول اليها مهمة استغلال ذلك المخزون الاستراتيجي من العبيد .

وكل عام وانتم في النقاشات البزنطية غارقون .

 

اترك تعليقا