كتالونيا24.

في إسبانيا، تنص القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها الدولة، وعلى رأسها القانون العام لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان إدماجهم الاجتماعي لسنة 2013، على حظر أي نوع من أشكال التمييز أو التحقير أو التنقيص من كرامة الأشخاص في وضعية إعاقة. كما تعتبر الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادقت عليها إسبانيا سنة 2008، مرجعاً أساسياً في هذا الإطار، حيث تُلزم السلطات والمؤسسات بعدم السماح بأي ممارسة تكرّس الصور النمطية أو تسخر من هذه الفئة.

ورغم هذا الإطار القانوني الصارم، لا تزال بعض الممارسات المثيرة للجدل تظهر بين الفينة والأخرى، ما يثير أسئلة حقيقية حول مدى وعي بعض الشخصيات العامة بمسؤولياتهم الأخلاقية والاجتماعية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بأشخاص ذوي تأثير في فئة الشباب.

وفي هذا السياق، يواجه اللاعب الصاعد في صفوف نادي برشلونة، لامين يامال، عاصفة من الانتقادات قد تتحول إلى تحقيق رسمي من قبل النيابة العامة، بعدما تم الكشف عن احتمال استعانته بأشخاص من ذوي القزامة في عرض ترفيهي خلال احتفاله بعيد ميلاده الثامن عشر.

وقد دخلت على خط هذه القضية عدة جهات رسمية، من بينها النيابة العامة والوسيط البرلماني الإسباني (Defensor del Pueblo) ومكتب مكافحة جرائم الكراهية، حيث من المنتظر أن تُفتح تحقيقات لتحديد ما إذا كانت هذه الخطوة تشكل انتهاكاً للقانون المتعلق بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والذي يمنع أي شكل من أشكال التمييز أو التنقيص من الكرامة، سواء في الفضاء العام أو الخاص.

وأثارت هذه الواقعة استياء واسعاً في صفوف منظمات المجتمع المدني المدافعة عن الحقوق، وعلى رأسها جمعية الأشخاص المصابين بالقزامة وأنواع أخرى من التخلخل العظمي (ADEE)، التي تمثل ما بين 3000 و4500 شخصاً يعانون من القزامة في إسبانيا. وقد أدانت الجمعية بشدة ما وصفته بـ”السلوك المهين”، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل العاجل.

وفي هذا السياق، صرّحت كارولينا بوينتي، رئيسة الجمعية، بقولها: من غير المقبول أن تُستغل أجساد الأشخاص ذوي القزامة كوسيلة ترفيه في حفلات خاصة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية عامة ومشهورة مثل لامين يامال. كرامة الأشخاص في وضعية إعاقة ليست مادة للعرض أو السخرية، ولا ينبغي التساهل مع هذه التصرفات“.

من جهته، أعلن وزارة الحقوق الاجتماعية عن توجيه طلب رسمي بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مؤكداً التزامه بالدفاع عن كرامة كافة المواطنين دون تمييز.

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من اللاعب أو ممثليه، إلا أن القضية باتت تشكل موضوع نقاش واسع في الأوساط الحقوقية والإعلامية، وسط مطالب متزايدة بمحاسبة كل من يساهم في تسليع الإعاقة أو تحويلها إلى مادة للترفيه.

وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة تساؤلات عميقة حول الطريقة التي يُنظر بها إلى الأشخاص ذوي القزامة في المجتمع، وعن ضرورة المراجعة الأخلاقية والقانونية للأنشطة الترفيهية التي تمس بكرامة الإنسان، بصرف النظر عن نوايا أصحابها أو شهرتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

‫حمل تطبيق كتالونيا 24

ولا تنسى تفعيل الإشعارات للتوصل بآخر المستجدات!

 

كتالونيا 24

‫حمل تطبيق كتالونيا 24

ولا تنسى تفعيل الإشعارات للتوصل بآخر المستجدات!

 

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version