موقع حجز المواعيد بالقنصليات المغربية خارج الخدمة لليوم الثاني: ارتباك إداري وغياب تواصل يعمّقان معاناة الجالية.

كتالونيا24 – برشلونة.
لليوم الثاني على التوالي، ما يزال موقع حجز المواعيد بالقنصليات المغربية خارج الخدمة، ما أدى إلى ارتباك كبير في صفوف الجالية المغربية، خاصة بقنصلية برشلونة التي تشهد ضغطًا متزايدًا على الخدمات الإدارية مع اقتراب فصل الصيف.
فمنذ يوم أمس، لم يعد من الممكن ولوج المنصة الرقمية الخاصة بحجز المواعيد للإجراءات الإدارية، مما عطّل مصالح المئات من المواطنين المغاربة الذين كانوا ينتظرون مواعيد لتجديد وثائقهم، أو المصادقة على وكالات ووثائق إدارية مختلفة. ويأتي هذا العطل التقني في توقيت حساس يتزامن مع ذروة الإقبال الموسمي، حيث تبدأ الأسر المغربية المقيمة بإسبانيا استعداداتها للعطلة الصيفية، وما يرافق ذلك من ترتيبات إدارية ضرورية.
ولا تقف أهمية هذه الفترة عند الاستعدادات للعطلة، بل تتقاطع مع دخول التعديلات الجديدة في قانون الهجرة حيز التنفيذ، ما فرض على عدد من المهاجرين الإسراع في توكيل أقاربهم داخل المغرب قصد إتمام الإجراءات القانونية المرتبطة بذلك، وغيرها من الملفات التي تتطلب مواكبة قنصلية دقيقة وسريعة.
لكن على العكس من ذلك، فقد سجلت الجالية المغربية ببرشلونة في الأسابيع الأخيرة تدهورًا ملحوظًا في سرعة الخدمات، خصوصًا بمصلحة المصادقة، حيث أصبح حجز موعد يتطلب أكثر من أسبوعين، في حين أن العملية نفسها لم تكن تستغرق أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام في السابق.
ومع استمرار تعطل الموقع دون أي بلاغ رسمي أو بدائل واضحة، يتخوف المواطنون من اتساع هوة التأخير، ما لم تتحرك القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة بشكل عاجل لإيجاد حلول استثنائية، سواء عبر دعم تقني للموقع، أو عبر فتح شبابيك إضافية لاستقبال المواطنين دون موعد في الحالات المستعجلة.
غياب أي قناة تواصل رسمية وفعالة من طرف القنصلية لم يزد الوضع إلا غموضًا، خصوصًا مع تداول إشاعات عن تعرض الموقع لاختراق أو هجوم سيبراني، وهي أخبار تروج في ظل صمت تام للقنصلية، التي باتت تنتهج ما يشبه “سياسة الآذان الصماء” تجاه وسائل الإعلام الجادة، بعد أن ساهمت في تمييع المشهد الإعلامي المحلي عبر انتقاء أصوات بعينها وتجاهل الأصوات النقدية ذات المصداقية.
وضع يطرح أسئلة حقيقية حول مدى جاهزية المؤسسات القنصلية المغربية لمواكبة حاجيات جالياتها، وحول جدية التزاماتها في توفير خدمات رقمية فعالة ومستقرة، خاصة أن التحول الرقمي لم يعد ترفًا، بل ضرورة أساسية لضمان جودة الخدمة العمومية بالخارج.
في انتظار استرجاع الموقع لخدماته، تبقى الجالية المغربية في قنصلية برشلونة، وكذا في باقي القنصليات المتضررة، ضحية لتراكم الإهمال، وغياب التخطيط الاستباقي، والتواصل المؤسسي المسؤول.