موائد الرحمان الكاتالونية.
كتالونيا24.
منذ حوالي سنة، بدأت تنتصب من جديد موائد الرحمان في شهر رمضان بعد قطيعة كوفيد و احترازات الوباء.
و الظاهر في شأن هذه الموائد و الثابت انها تنصب في اماكن كثيرة و محلات تجارية و مطاعم و حتى في بعض المساجد. يقوم على تدبيرها و تجهيزها و تمويلهما و تموينها رجال و نساء ممن قذف الله في قلوبهم الرحمة و غلب على نفوسهم قوة الايمان. منهم من يضحي بوقته و جهده و ماء وجهه و منهم من يمد يده الى رفوف محلاته التجارية يعطي لكل من سأل و يستجيب لكل من طرق بابه و منهم من فتح على مصراعيه أبواب مطعمه و منهم من يتلقى طلبات الجمعيات و يسخر ذويه و سياراته لشراء ما يلزم من ماكل و مشرب و مواد الطهي و النظافة…
اغلب هولاء الرجال و النسوة مغاربة، من جهات المغرب كلها، تفرقهم اللهجة و اللباس و ظروف العمل و توحدهم الغربة والتربية الاسلامية و تقاليد الوطن العريق ، يبتغون فضل العمل و مرضاة الله و اجره العظيم.
و المفارقة التي يجب ان ينتبهوا لها جميعا هي الا يتسلط عليهم سرطان السياسويين و دعاة النضال و يحولوا موائد الرحمان الى منابر الحملات السياسية فتذهب جهودهم سدى.
بالطبع، علينا ان نؤيد و ندعم و نساعد بني جلدتنا في ارتياد منابر و مناصب و سدد السياسة، و لكن ليس على حساب شعيرة الصيام و باستغلال بشع لحاجة الناس و فاقة العباد.
موائد الرحمان، اطعام لوجه الله و مشاركة في تناول الافطار للعباد بلا تمييز و لا قياس،. فلا يجب ان يلبسها السياسيون و المتملقون و الزاحفون و المتخاذلون الى موائد المهاترات و المغازلات الحزبية و الانحناءات.