من له مصلحة في تمييع العمل الصحفي بين مغاربة العالم؟
يونس زهران.
عرفت الساحة الاسبانية مؤخرا تكاثر العديد من المواقع الالكترونية المغربية مثل الفطر . لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن ميلاد موقع إلكتروني مغربي هنا و موقع آخر هناك . والغريب أن كل هذه المواقع تدعي الدفاع عن المغرب و ثوابته ووحدته الترابية .
غير أن أغلبها لا تعلم أي شيء عن تاريخ المغرب و أصل مشكل الصحراء المغربية. إذن بماذا ستدافع عن الوحدة الترابية للمملكة . و كل ما يلاحظ فقط محاولة التقرب من الدوائر الدبلوماسية للاكتساب ليس إلا. علاوة على ذلك ان اغلب مؤسسيها لا ينتمون إلى الجسم الصحفي و لا يعرفون تكوين جملة صحيحة واحدة ، و ليس لهم دراية بإجراء الحوارات .و لا يتوفرون على كاريزما صحفية تجعلهم محط احترام المسؤولين . كل ما يعرفونه هو استجداء من يكتب لهم و من يصور لهم ومن يصنع لهم مونتاجا للفيديوهات . أما هم فهمهم هو حضور حفلات كعب الغزال و اللف و الدوران حول المسؤولين الدبلوماسيين للظفر بكسرة خبزهم تعفيهم النهوض باكرا والعمل في حقول البرتقال أو غسل الصحون في المطاعم .
هذه الخطة التي اعتمدوها للرقي سريعا في المستوى الاجتماعي و على ظهر من أشعلوا لهم نبراس العمل الصحفي .
حقا اختلط في الضفة الأخرى الحابل بالنابل ولم نعد نعرف المواقع الهادفة التي تسعى الى خدمة بلدها المغرب و مغاربة العالم وبين المواقع المسترزقة التي تسعى لمكاسب و مغانم بالتزلفات و التمسح بأهداب الدبلوماسيين . ولهذا تجد أن آخبار مهاجرينا شحيحة مقابل تلميع أحذية بعض الدبلوماسيين الذين لا يقدمون شيئا لهذا الوطن و لا لمواطنيه بالخارج و يجدون في هذه المواقع آلات تصبين تزيل بقعهم بكل بتفان و اخلاص .
ولهذا آن الأوان أن تتحرك المواقع الحقيقية و الهادفة و أن تعمل على صد هؤلاء المرتزقة الذين يسترزقون بقضايا الوطن و الذين لا يجمعهم بالعمل الصحفي سوى الخير و الاحسان .