علال بوتاجنكوت… مغربي من الخميسات يتربع على قمة الطب العصبي في نيويورك.
ترقية عالم الأعصاب المغربي إلى أستاذ كامل ونائب مدير مركز أبحاث الزهايمر بمستشفى لانغون الجامعي، واعتراف جديد بنبوغ مغاربة العالم.

كتالونيا24 – برشلونة.
في إنجاز علمي وإنساني يبعث على الفخر، تألق البروفيسور المغربي علال بوتاجنكوت، ابن مدينة الخميسات، مجددًا في سماء البحث الطبي بالولايات المتحدة، حيث تمت ترقيته بالإجماع إلى أعلى درجة أكاديمية في مجال الطب، ليحمل الآن لقب أستاذ (Full Professor) في قسم طب الأعصاب وعلم الأعصاب والفيزيولوجيا بمستشفى لانغون الجامعي التابع لجامعة نيويورك، وهو من أبرز المراكز الطبية والأكاديمية عالميًا.
ولم يكن هذا التتويج سوى حلقة جديدة في مسار حافل بالبذل والتفوق العلمي، إذ لم تمضِ أيام على هذه الترقية حتى أُسند إليه منصب جديد ضمن مركز أبحاث الزهايمر بالمستشفى ذاته، حيث أصبح نائب المدير المسؤول عن وحدة المؤشرات البيولوجية (Associate Core Leader of the Biomarker Core – Alzheimer’s Disease Research Center)، في اعتراف صريح بريادته في مجال بالغ الحساسية والدقة، يُعنى بالكشف المبكر عن مرض الزهايمر وتطوير آليات تشخيصه.
هذه المناصب الجديدة تنضاف إلى سجل علمي زاخر يشمل إشرافه على مختبر الأمراض العصبية التنكسية واكتشاف الأدوية (Chief of the Lab of Neurodegeneration and Drug Discovery)، فضلًا عن كونه مديرًا مشاركًا لقسم طب الأعصاب والإدراك (Co-Director of the Center for Cognitive Neurology Biomarker Core). وبين مهام التدريس والبحث والإشراف على الفرق العلمية، يتوزع جهده اليومي بين مختبرات دقيقة ومحافل بحثية عالمية، حيث يشتغل مع كبار الباحثين في رصد التغيرات البيولوجية التي تسبق ظهور أعراض الزهايمر وغيرها من أمراض الدماغ، ويقود تجارب تهدف إلى إيجاد حلول علاجية حقيقية لهذه الآفات المعقدة.
ورغم جسامة المسؤولية، لم ينسَ الدكتور بوتاجنكوت الإشارة إلى جذوره، حيث قال: “أطلب من الله التوفيق والسداد في التوفيق بين هذه المهام الثقيلة، وأن أظل على الدوام سفيرًا علميًا لوطني المغرب، ولمدينتي العزيزة الخميسات التي منها بدأت الرحلة.”
علال بوتاجنكوت ليس فقط عالمًا مغربيًا أثبت نفسه في ميدان يتطلب أعلى درجات الكفاءة، بل هو أيضًا قصة نجاح مغربي أصيل، جسّد بعمله أن مغاربة العالم قادرون على الوصول إلى أرفع المراتب حين تتاح لهم الفرصة وتُؤمن كفاءاتهم. فمن شاب مغربي تلقى تعليمه الأولي في مدينة الخميسات، إلى قامة دولية في مراكز البحث الطبي الأمريكية، امتدت مسيرته عبر سنوات من الاجتهاد العلمي، ساهم خلالها في عدد من البحوث الرائدة حول المؤشرات البيولوجية لمرض الزهايمر، ونُشرت أبحاثه في مجلات دولية مرموقة، وأشاد بها خبراء من مختلف بقاع العالم.
ولا شك أن هذا التألق المتواصل هو برهان جديد على أن مغاربة العالم ليسوا فقط جسرًا بين الثقافات، بل هم أيضًا قوة ناعمة وعلمية ترفع راية الوطن في صمت وتواضع، وتساهم في بناء الجسور بين المغرب والعالم، من خلال البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي. وتُعد تجربة الدكتور بوتاجنكوت مثالًا حيًا لما يمكن أن تحققه الكفاءات المغربية في المهجر حين يُعترف بجهدها ويُصغى إلى صوتها، وهو دعوة صريحة إلى ربط جسور أوثق بين هذه الكفاءات ومؤسسات البحث والتعليم في المغرب.
إن قصصًا من هذا النوع لا يجب أن تمر مرور الكرام، بل من الواجب تسليط الضوء عليها، وتكريمها بما يليق، ليس فقط اعترافًا بالجهد الشخصي، ولكن أيضًا باعتبارها موردًا استراتيجيًا لوطن بحاجة إلى علم أبنائه وخبرتهم، داخل البلاد وخارجها.