السعودية-إيران : عودة العلاقات و مصالحة بعد القطيعة

وهيبة العلمي.

بعد المقاطعة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تعود العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين برعاية من جمهورية الصين الشعبية، وقد رحبت عدة دول بهذا البيان الثلاثي المشترك (السعودي-الإيراني-الصيني)، لما له من نتائج إيجابية.

وبناء على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، والرغبة في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار، سعت كلا من الدولتين إلى صلح مبني على حسن الجوار، واحترام سيادة الدول ومعالجة كافة التحديات، وإلتزام كل منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية.

من أهم بنود هذا الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في البيان: تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما سنة 2001، تفعيل اتفاقية للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمارات الموقعة سنة 1998، عدم المساس بشؤون الدول الداخلية وعدم دعم المليشيات بالمنطقة واحترام سيادتها، وبذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

أعرب الجانبين السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لكل من جمهورية العراق وجمهورية سلطنة عمان، لإستضافتهما جولات الحوار التي جرت سنتي 2021-2022، وكذلك لجمهورية الصين الشعبية للرعاية والمجهودات المبذولة لإنجاح هذه الخطوة خلال الفترة ما بين 6-10 مارس 2023 ببيكين، والتي اسفرت عن عودة العلاقات وفتح السفارات بين الدولتين.

تشكل عودة العلاقات السعودية الإيرانية ضربة قوية لأمريكا التي سيتراجع نفوذها بالمنطقة، والتي تستخدم الشيعة والسنة كعذر من أجل استنزاف اقتصاد بلادهم، وكذلك تخوفها من دور الصين في التوسط لنزاع ليست طرفا فيه، إذ أن هذه الوساطة جاءت في وقت تسرع فيه إيران وثيرة العمل في برنامجها النووي، وهذا الإتفاق يفتح الطريق أمام التوصل لإتفاق آخر نووي بين الثلاث دول، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت فقد وصف عودة العلاقات عبارة عن فشل لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن هذه الخطوة تعتبر نجاحا للدبلوماسية السعودية الإيرانية وتمثل خطرا لدولة إسرائيل، حيث أن ضمان استقرار وتنمية الدول العربية يهدد أمن الكيان الإسرائيلي ويزعزع استقراره.

عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية يصب في مصلحة القيادتين والشعبين، ويفتح صفحة جديدة بسببها لن يكون الشرق الأوسط كسابق عهده، وتعود بالنفع على المنطقة ككل.

اترك تعليقا