كتالونيا24 .
في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت 12 يوليو، استيقظت ساكنة بلدة بييرا التابعة لإقليم ليدا على فاجعة تمثلت في تعرض مسجد “الجالية الإسلامية ببييرا” لحريق مهول، تبيّن لاحقًا أنه ناجم عن عمل إجرامي متعمد. وقد تسبب الحريق في تدمير كلي للبناية قبل أيام قليلة فقط من موعد افتتاحها الرسمي، ما خلف حالة من الحزن العميق والصدمة في صفوف أفراد الجالية المسلمة، كما أثار موجة تضامن واسعة من طرف جيرانهم وسلطات البلدة.
وفي انتظار نتائج التحقيق الذي تباشره الشرطة العلمية، تشير المعطيات الأولية إلى أن الحادث تم بشكل متعمد وبدافع كراهية دينية، ما يُعتبر تهديدًا مباشرًا للتماسك الاجتماعي والسلم الأهلي الذي لطالما طبع العلاقات بين مكونات المجتمع المحلي ببييرا.
وعقب هذا الحدث الخطير، أصدرت ثلاث من كبريات الهيئات التمثيلية للمسلمين في كتالونيا، وهي اتحاد الجمعيات الإسلامية بكاتالونيا (UCIDCAT)، والمجلس الإسلامي الكتالاني (FCIC)، واتحاد الجماعات الإسلامية (FIC)، بيانًا مشتركًا أدانوا فيه بشدة هذا “العمل الجبان”، معبّرين عن تضامنهم الكامل مع الجالية المتضررة، ومطالبين السلطات بالكشف السريع عن الجناة وتقديمهم للعدالة.
وجاء في البيان كذلك: إدانة مطلقة للاعتداء الذي استهدف المسجد ووصفه بأنه محاولة فاشلة لزرع الفتنة والكراهية؛ دعم غير مشروط لأفراد الجالية الإسلامية في بييرا في هذا الظرف العصيب؛ دعوة واضحة للسلطات الأمنية إلى القيام بدورها الكامل من أجل حماية دور العبادة وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم؛ نداء موجه للمجتمع المدني لمواصلة تعزيز ثقافة التعايش والاحترام المتبادل بين الجميع؛ شكر خاص لمؤسسات كنسية ومحلية، من ضمنها أبرشية سانت فيليو دي يوبريغات وكنيسة سانتا ماريا ببييرا والمجلس البلدي ووزارة العدل في كتالونيا على دعمهم وتضامنهم الواضح؛ تأكيد على الطابع السلمي للدين الإسلامي، ورفض لكل توظيف ديني مغرض يُشرعن العنف أو التمييز. واختتم البيان بالإعلان عن الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمتابعة القضية، بتنسيق مع مجلس بلدية بييرا، بهدف رد الاعتبار للمتضررين وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
يبقى هذا الحادث المؤلم تذكيرًا صارخًا بالحاجة الملحة إلى تجديد التزامنا الجماعي بقيم العيش المشترك، ومواجهة كل أشكال التطرف والكراهية، أيا كان مصدرها.