تحول العمل الجمعوي إلى وسيلة للإسترزاق ومهنة من لا مهنة له بالداخل والخارج

إسبانيا – يوسف بوسلامتي

العمل الجمعوي نشاط يقوم به مجموعة من الأفراد من داخل منظومة المجتمع المحلي بهدف تحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية والثقافية ، كما يدخل كذلك في تقديم جملة من الأنشطة، مثل التطوير الاجتماعي والتعليم والصحة والرياضة والثقافة والفنون والبيئة والعدالة الاجتماعية وغيرها ، لكن مؤخرا نرى أن شريحة واسعة من المنتسبين للعمل الجمعوي لا تربطهم اي صلة به ، غالبا ما يكون الهدف من الانخراط هو ملء ملف الدعم ، وقد يعتبر البعض ان العمل الجمعوي وسيلة للاسترزاق المادي والمعنوي .

فأغلب الجمعيات ما هي إلا جمعيات بالإسم فقط اي حبر على ورق ، كما أنها في سبات عميق لا تستيقظ إلا مع موعد الدعم المقدم لها من طرف الجهات المانحة ، والخطير هو تشجيع مثل هاته الجمعيات بمنحها الدعم مرة أخرى دون الإطلاع على الأنشطة التي قامت بها السنة الفارطة . وهناك ايضا فئة أخرى محسوبة على المثقفين (دياولنا) تتكلف بتسيير بعض المشاريع باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دون وجود اي أثر لها على أرض الواقع وبالتالي تبقى برامجهم بدون أهداف التي سطرتها من قبل ، وهذا راجع لتفويت المرافق بالمحسوبية والزبونية إما عن طريق القرابة أو السياسة ، إضافة إلى خلق جمعيات صفراء ومنحها صفة المنفعة العامة وإغراقها بالمساعدات المالية، في مقابل التضييق على الأنشطة المنظمة من طرف الجمعيات الفاعلة و الجادة التي تستحق الدعم والتشجيع .

وما يزيد من تفريخ مثل هؤلاء الإنتهازيين هو عدم المراقبة الصارمة التي هي من اختصاص عمال المملكة .

أما بدول المهجر فحدث ولا حرج حيث هناك استرزاق من نوع آخر يتجلى في جمع الاموال بحجة مساعدة المحتاجين وإجراء عمليات لآخرين ، إضافة إلى الإسترزاق بقضية الصحراء التي جعلوا منها مصدر عيشهم في بلاد المهجر ،حيث البعض يوهم المسؤول أنه قادر على التعريف بقضية الصحراء وعلى خلق رأي عام واسع يؤمن بعدالة موقفنا في أوساط مؤسسات المجتمع المدني بالبلد الأروبي الذي يعيش فيه ، مستنزفا بذلك أموال الصناديق السوداء الموجودة لدى المستشارين العاملين سواء بالسفارات أو القنصليات المغربية بالخارج أو بالوزارات المكلفة بقضايا الجالية. وهم في حقيقة الأمر لا يستطيعون حتى التعريف بشخصهم .

العمل الجمعوي ليس انتفاع واسترزاق وانما هو نضال وتضحية من اجل الوطن والمواطنين .

اترك تعليقا