صعود وسقوط جمعية ATIME.

الحسين فاتش.

إذا كانت معضلة العمل النقابي بالمغرب تتجسد في أزمة البدائل على مستوى جميع القطاعات ، ويعانى من توجهات السياسات العمومية للدولة نحو تدجين النقابات، مما مهد لنشوء نضالات فئوية وقيام تنسيقيات مبلقنة كتعبير عن أزمة العمل النقابي التقليدي، والذي لم يعد قادرا على كسب ثقة الطبقة العاملة وعاجز عن اقناعها بالانخراط في مشاريع وبرامج النقابات ، خاصة بعد ان أثبتت الحركات الاحتجاجية غير المؤطرة نقابياً وسياسياً قدرتها على ممارسة الضغط على الحاكمين، فيما تُثبت النقابات، المعترف بها رسمياً، فشلها كل يوم في الدفاع عن مصالح العمال والموظفين الذين وُجدت، أصلاً، من أجل الدفاع عن مصالحهم.

اذا كان هذا هو حال الحركة النقابية بالداخل المغربي فان الحركة النقابية لمغاربة اسبانيا ،ليست احسن حالا ،بل ان اول لبناتها لم تصمد طويلا امام البروقؤاطية والفساد وسقطت في اول اختبار لها وهي تخطو اولى خطواتها في دولة ديمقراطية يلعب فيها العمل الجمعوي دورا رياديا ووظيفة أساسية في _تأطير_ المواطنين وتمثيلهم وصوتا معبرا عن طموحاتهم ولاعبا بإتقان لدور الوساطة بين المجتمع ودوائر السلطة عن طريق المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات وصنعها وبلورتها ومتابعة تنفيذها وممارسة نوع من الرقابة الأدبية على الهيئات المنتخبة .

رغم المصير المؤلم الذى الت اليه ATIME كاولى لبنة في الحركة النقابية المغربية في اسبانيا فلن يكون من المنصف القفز على الجوانب الايحابية في مسارها كجمعية للعمال والمهاجرين المغاربة باسبانيا ATIME وكاولى لبنة النضال الاجتماعى تأسست على يد اولى طلائع المهاجرين السريين (الحراكا ) المغاربة الذين كانت تكتب لهم النجاة من موت محقق غرقا على متن القوارب في نهاية الثمانينيات وبدايات تسعينيات القرن الماضى ،قوارب الموت المحملة بمن كان ملك اسبانيا خوان كارلوس ينعتهم “بالظهور المبللة ” (Espaldas Mohadas )والتى كان الكثيرون من ركابها يتركون كلمات منقوشة على ورقة مهترئة تحكي قصص هروبهم من جحيم  الفاقة والفقر والبطالة .

“صعود وسقوط جمعية ATIME” موضوع  بحث اكاديمى شكل رسالة ماجستر ناقشها الدكتور خابيير لوبيز فرنانديز ستقربنا من مختلف المحطات التى شكلت مسار جمعية العمال والمهاجرين المغاربة منذ البداية حتى لحظة اختفاءها حسب تحقيق خافيير لوبيز فرنانديز .

…تابعونى اذن قريبا على صفحات المواقع المعتادة .

اترك تعليقا